طالب عدد من الفنانين الجزائريين الذين يؤدون مختلف الطبوع الغنائية الموجودة في الجزائر، بضرورة تنظيم الدولة الجزائرية من خلال وزارة الثقافة مهرجانا فنيا عالميا، يكون قبلة لفنانين عالميين، خاصة وأن تجربة مهرجاني "جميلة" و"تيمڤاد" أثبتت أن الجزائر قادرة على منافسة بلدان أخرى في مهرجاناتها العالمية ... وآخرون يكتفون بتنشيط سهرات بمقاييس محلية الفنان الأجنبي يأتي إلى الجزائر ليقدم وصلته الفنية ويغادر إلى الفندق ولم لا يكون لدينا مهرجان عالمي كمهرجان "موازين" الذي يقام كل عام في المغرب الشقيق؟! حاولنا من خلال هذا الاستطلاع رصد آراء بعض الفنانين الذين شاركوا في عدد من المهرجانات وطرحنا عليهم مسألة إن كان الفنان الجزائري اليوم وصل إلى مرحلة التعامل مع مهرجان عالمي أم أن الحديث عن هذا سابق لأوانه؟ حياة. س الشاب رشدي مهرجاناتنا في المستوى وكلما كانت كثيرة حفّزت الفنان على تقديم الأفضل يرى الشاب رشدي، العائد إلى الساحة الفنية مؤخراً بعد غياب طويل عن المشهد الفني في الجزائر، أنّ الجزائر أصبحت لها مكانة عالمية بين مختلف المحطات الفنية التي تقام في العالم سواء على المستوى العربي أو الأوروبي، حيث أصبحنا اليوم نشهد مشاركة عدّة اسماء فنية عالمية في مهرجاناتنا وهو ما كان غائبا عنا في السنوات القليلة الماضية، لهذا فوجود مهرجان، مهما كان نوعه وحجمه، هو مكسب للجزائر ولصورة الجزائر أمام نظرائنا العرب والمغاربة. هذا وتمنى المتحدث أن نصل في مرحلة من مراحل التنمية التي تشهدها الساحة الثقافية والفنية الوطنية إلى منافسة كبريات المهرجانات العالمية الكبيرة ليس في الوطن العربي فقط، بل حتى في أوروبا. فالجزائر حسب المتحدث استطاعت عبر نجومها من الفنانين الذين تغربوا عن الوطن تقديم صورة جيدة عن الفن في الجزائر. كادير الجابوني لكل مهرجان مميزاته ولكل مدينة طابعها الخاص اعتبر نجم أغنية الشباب، كادير الجابوني، أن الحديث عن مهرجان واحد عالمي، في الجزائر يكون قبلة للفنانين العالميين سيكون فيه ظلم كبير للفنانين الجزائريين، وأيضا للجمهور الجزائري، فانحصار مهرجان في مدينة واحدة ومنطقة واحدة سيحرم آلاف الشباب والعائلات من الاستمتاع بهذه المهرجانات، ورؤية فنانينهم، تماما مثلما يحدث الآن، حيث سيكون جمهور الشرق الجزائري على موعد مع فنانينهم من خلال مهرجان "جميلة"، أو مهرجان "تيمڤاد"، ويمكن لعشاق الفن بالعاصمة الاستمتاع بالفن والطرب من خلال مهرجانات وليالي "الكازيف"، والغرب الجزائري من خلال مهرجانات الراي. وأنا أعتقد- يضيف كادير - أن لكل مهرجان طابعه الخاص ومميزاته الخاصة، وشخصيا سيشرفني أن يكون للجزائر مهرجان عالمي يمكن الفنانين العالميين من التواجد بيننا والاحتكاك بنا عن قرب. سليم الشاوي تكفينا مهرجاناتنا ولسنا بحاجة لمنح المزيد للفنانين الأجانب قال سليم الشاوي إنه لا يوافق على فكرة تنظيم مهرجان عالمي في الجزائر، يأتي خلاله فنانون من مختلف أنحاء العالم، لأخذ ريع الجزائر الذي - حسبه - لا يستفيد منه أبناء الوطن من فنانين وموسيقيين وكتاب كلمات. واعتبر سليم أن أغلب الفنانين الأجانب الذين يأتون إلى الجزائر، للمشاركة في فعالياتها الفنية، لا يقدمون صورة عن الفن الجزائري في بلدانهم أو على الأقل بلورة هذه اللقاءات بتقديم أغان وأعمال فنية مشتركة بينهم وبين الفنانين الجزائريين الذين يقفون معهم على ركوح المهرجانات، بل حتى لا يكلف هؤلاء أنفسهم عناء الاستماع إلى الطبوع الجزائرية التي تغني في السهرات المشتركة بين الفنانين الجزائريين والأجانب، ويغادر هؤلاء والوفود المرافقة لهم موقع المهرجان إلى الفندق مباشرة بعد انتهاء وصلاتهم الفنية، مما يثبت أن وجودهم في الجزائر من أجل المال فقط. ومن هذا المنطلق، يضيف سليم، الجزائر محتاجة فعلاً إلى مهرجان ولكن لأبناء الوطن وليس للفنانين الأجانب. عبد القادر الخالدي سنطالب بمهرجان عالمي حين يكون لنا فنان باسم عالمي ردّ المطرب عبد القادر الخالدي على سؤالنا حول ضرورة وجود مهرجان عالمي يضاف إلى قائمة المهرجانات الموجودة في الجزائر المحلية والوطنية والعربية والدولية، بالقول إننا لا نزال بعيدين عن مستوى العالمية، خاصة فيما يتعلق بالفنان الجزائري الذي لازال لم يحصل بعد على لقب فنان عالمي. واعتبر الخالدي أن أغلب الفنانين الجزائرين الذين يطالبون بوجود مهرجان عالمي عليهم أن يبلغوا مستوى العالمية وأن يتصرفوا تجاه أنفسهم وتجاه الفن والفنانين والجمهور بأسلوب احترافي كما يتعالم نظراؤهم العالميين. ويرى المتحدث أن هذه المهرجانات التي تتواجد اليوم في الساحة الفنية تكفيهم كفنانين وتكفي الجمهور المتعطش للفن وأجواء السهرات والحفلات. عبدو السكيكدي مهرجان عالمي.. لم لا؟ قال الفنان عبدو السكيكدي إن الجزائر اليوم تحتل مكانة هامة في الأوساط الفنية العربية، مكنتها من أن تكون قطبا فنيا هاما يحج إليه الفنانون العرب كل سنة، للمشاركة في فعالياته الثقافية والفنية المتعددة. ومن هذا المنطلق يرى المتحدث أن وجود مهرجان عالمي في الجزائر خاص بالفن، أمر سيعود على صورة الجزائر الفنية والثقافية والسياحية بالفائدة، لهذا فهو يطلب من القائمين على الثقافة بضرورة التفكير في إحداث مهرجان فني عالمي تدعى إليه أكبر الأسماء الفنية العالمية، والجزائر لا ينقصها شيء لتنظيم هكذا مهرجان. على صعيد آخر أشار المتحدث إلى أن الجزائر تحتاج إلى قناة خاصة تبث الفن الجزائري مثل "روتانا" و"ميلودي". هذا إضافة الى مهرجان عالمي تشارك فيه كافة الأصوات الجزائرية في الجزائر بدل الخروج إلى الدول الأخرى كفرنسا، ألمانيا وبلجيكا وغيرها من الدول في المهرجانات العالمية بأداء الأغاني الجزائرية. وقد قال عبدو السكيكدي إنه يحب أن يتابع أصوات فنانين كبار جزائريين كملك الراي الشاب خالد والمرحوم حسني اللذين سافرا بالأغنية الجزائرية إلى مختلف أنحاء العالم. الشابة جميلة علينا أن نحترم حقوق الفنان ومن ثمة نبحث له عن مهرجانات ترى الشابة جميلة أن الحديث عن مهرجان عالمي في الجزائر لم يحن أوانه بعد، خاصة إذا ما وجدنا أن أغلب الفنانين الجزائريين لا يأخذون حقوقهم في هذا الوسط، في ظل غياب قانون للفنان يحمي حقوقه ويحدد واجباته. وأضافت المتحدثة في ردها على سؤالنا بأن هناك عدم اهتمام من قبل الجمهور الجزائري للفن وعدد من الفنانين، لهذا فعلى القائمين على الثقافة والفنون أن يسعوا إلى تنظيف القطاع أولا من المتطفلين والذين يتاجرون بالفن. هذا واعتبرت جميلة أن الجزائر لازالت عاجزة عن إطلاق قناة خاصة بالفن، تساعد الفنان الجزائري في الخروج من قوقعة الأعراس والحفلات الصغيرة والمهرجانات المحلية.