اقتنع مدرب مولودية باتنة، زموري، بأداء لاعبيه في أول لقاء ودي يخوضه رفقاء ربقي أمام مولودية العلمة على أرضية ملعب عبد اللطيف الشاوي تحت الأضواء الكاشفة. وهي المواجهة التي ميزها الحضور الجماهيري الغفير من محبي الأبيض والأسود المتعطشين للوقوف على نتائج عمل زموري والمحضر البدني ماركو منذ بداية التحضيرات وتعد المقابلة أول امتحان جدي لمدى استيعاب اللاعبين لما قدمه لهم المدرب على الصعيدين التقني والبدني، وهي المعيار الميداني لمدى جاهزية اللاعبين قبيل انطلاق البطولة. وكما كان متوقعا، فالمدرب زموري فضل منح الفرصة لكل اللاعبين بإشراكهم في المقابلة ومعاينة أداء كل تشكيلة على حدى بعد أن قسم الفريق إلى تشكيلتين لإجراء الغربلة اللازمة ومحاولة استكمال النقائص ودمج العناصر الأحسن في التشكيلة الأساسية. ورغم أن الهدف الوحيد في المباراة وقعه الزوار في اللحظات الأخيرة من المقابلة، غير أن الأداء كان مقبولا جدا بحكم أن اللاعبين تنافسوا على كسب ثقة الطاقم الفني وقدموا كل ما بوسعهم على أرضية الميدان، ما تترجم في السيطرة النسبية لأصحاب الأرض الذين صنعوا كثيرا من الفرص الخطيرة، مع تسجيل أداء جيد لخط الوسط. نقص واضح في الهجوم من غير المستبعد أن يكون نقص الفعالية في الهجوم من أولى النقاط التي سيدونها زموري في مفكرته بعد مواجهة العلمة لإيجاد الحلول اللازمة قبل انطلاق البطولة. فرغم أن السيطرة كانت لأشباله طوال مراحل المباراة، إلا أنهم عجزوا عن التسجيل في مرمى الحارس برفان، مع أن المهاجم بوخلوف من جانب المولودية فرض ضغطا متواصلا على منطقة الخصم وصنع فرصا كثيرة للتسجيل لم تؤت أكلها بفعل غياب الفعالية اللازمة والتسرع في أغلب الأحيان، ما يفقد الهجمات اللمسة الأخيرة. وكان المدرب زموري ضمن حصصه التدريبية الأخيرة الكثير من التمارين الخاصة بكيفية بناء الهجمات والتحكم في الكرة من زوايا الملعب المختلفة. يضاف الى هذا، غياب التنسيق بين اللاعبين كان له الأثر في تضييع العديد من الفرص، وهو أمر قد يرجع إلى نقص الإنارة في الملعب وعدم وضوح الرؤيا. هذا، ولم يبذل دفاع المولودية مجهودات كبيرة أثناء المقابلة بالنظر إلى الهجومات المحتشمة لمولودية العلمة باستثناء كرتين خطيرتين أفلح صحراوي في تحويلهما فوق المرمى ببراعة. كانت الجاهزية البدنية لأشبال زموري من أبرز الجوانب الإيجابية في اللقاء، وهم الذين خضعوا لطرق حديثة في التحضير البدني على يد المحضر البدني الإيطالي ماركو منذ فترة تقارب الشهر. وقد بدت نتيجة عمله واضحة في تمكن اللاعبين من تسيير مجريات اللقاء بنفس الوتيرة، والتحرك الجيد على أرضية الميدان وبناء الهجمات بشكل سريع، والتصدي للهجمات المعاكسة للزوار. ويعتبر الأداء البدني للبوبية مرضيا جدا على اعتبار أنها المباراة التحضيرية الأولى والأكيد أن المباريات القادمة ستشهد ارتفاعا في الجاهزية البدنية، حيث أكد اللاعبون أن التشكيلة ستكون جاهزة في الجولة الأولى من البطولة.