تشمل الطرائف الإسلامية القصة والحكاية والشعر والحكمة والقول المأثور والحديث الشريف والآية الكريمة، وهي تعبر عن خلاصة تجارب أصحابها ونتاج أفكارهم وفيض من حكمتهم المليئة بالتجارب العملية والمفعمة بالإخلاص، نكتفي بتقديم هذه النماذج: 1) يروي تاريخ الإسلام، أن الحجاج نزل في رحلة إلى الحج بين مكة والمدينة وقال لواحد من حاشيته، إذهب وتحرى من يأكل معي، ذهب الرجل وصعد إلى الجبل فإذا هو براع نائم قال له: إن الأمير يدعوك للحضور إليه فلما مثل الأعرابي بين يدي الحجاج قال له: إغسل يديك لتناول الغذاء معي فقال الأعرابي: دعاني من هو خير منك فأجبته.. فقال: ومن الذي دعاك؟ قال الأعرابي: دعاني الرؤوف الأعلى للصيام فصمت، قال: إفطر وصم غدا فقال الأعرابي: هل تضمن لي البقاء إلى الغد؟ قال: ليس ذلك في مقدوري فقال الأعرابي كيف تسألني عاجلا بأجل لا تقدر عليه؟! 2) كان أحد القضاة اذا ارتاب في الشهود فرقهم فشهد عنده رجل وامرأتان فيما يشهد فيه النساء فأراد أن يفرق بين المرأتين كعادته فقالت احداهما أخطأت لأن اللّه تعالى قال: ﴾فتذكر إحداهما الأخرى﴿. (البقرة الآية 28) فإذا فرقت زال المعنى الذي قصده الشرع..؟! 3) بكى أحد الزاهدين في ليلة فكثر بكاؤه حتى فزع أهله فأرسلوا إلى أبي حازم فجاد إليه وقال: مالذي أبكاك قد أصبت أهلك بالهلع قال الزاهد: مرت بي آية من كتاب اللّه تعالى: ﴾وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون﴿ (الزمر الآية 47). فبكى أبو حازم معه، فقال واحد من الأهل لأبي حازم: جئنا بكل لتفرج عنه فزدت من حزنه وبكائه. 4) تؤكد تجارب الواقع أن الصديق يراك بعين الولاء وعدوك يراك بعين السخط. تروي التجارب أن رجلا صحب ابراهيم بن أدهم فلما أراد أن يفارقه قال ابراهيم: لو نبهتني على مافي من عيب فقال الرجل: لم أر لك عيبا لأني نظرت بعين الولاء فاستحسنت مارأيت فاذا أردت أن تعرف عيبك فاسأل غيري؟!