يعرف الطلب على الحجارة المنحوتة في السنوات الأخيرة بولاية تيزي وزو، تزايدا كبيرا من طرف الكثيرين الذين يبدون اهتماما مطردا بهذا المنتوج من أجل استعماله في تزيين واجهات بناياتهم ومحلاتهم التجارية. والملاحظ أن بعض أصحاب البنايات، وهم من المغتربين والتجار الأثرياء، يتنافسون في استعمال هذا المنتوج حتى يخيل للمرء أنه في مسابقة فنية خاصة بإنجاز أجمل و أبدع ديكور بواسطة هذه المادة الفاخرة التي تتوفر ولاية تيزي وزو على كميات هامة منها. وقد ساهم استعمال هذا المنتوج في انتعاش حرفة نحت الحجارة التي تتطلب مهارة كبيرة والصبر للتحكم في المنقاش والمطرقة. ويتمركز هؤلاء الحرفيون بشكل أوسع بمناطق كل من عزازڤة وإفيغا وبوزڤن و إيعكوران، حيث وفرة الصخور الكلسية القابلة للنحت. ويلاحظ المرء وهو في طريقه إلى هذه المناطق وجود نحاتين على مدار أيام السنة منهمكين في عملهم المتمثل في قطع وصقل الحجارة، ثم نحتها في عدة أشكال هندسية متناسقة ومنظمة. ويكون هذا المعدن في بداية الأمر عبارة عن مادة خشنة، ومن خلال نحتها يضفي عليها الحرفيون قيمة جمالية و فنية إضافية. .. ونحاتون يدفعون ثمن تجميل الحجارة ينتج كل نحات يوميا ما معدل 1.5 متر مربع من هذا المنتوج، حيث يتراوح سعر كل وحدة حاليا بين 3000 و4500 دج بالنسبة للحجر المنحوت العادي وبين 6000 و 8000 دج بالنسبة للحجر المنحوت المحتوي على نقوش بارزة وفق شكل ولون الحجر والنماذج المستعملة كتزيين الحجارة، كما تجد هذه الأحجار علاوة على شكلها الجذاب تتنوع في أكوانها بين الصلصال الأبيض والأسود والأزرق القاتم يتفنن في إنجازها نحاتون وفق طلب الزبائن الذين يقصدون الولاية من مختلف أرجاء الوطن، على غرار الجزائر العاصمة وسطيف وجيجل وكذا من وهران، وفق ما أكده هؤلاء الحرفيون. كما يستعمل المسحوق الناجم عن تكسير الحجارة، حسب توضيحات النحاتين، بعد مزجه بالإسمنت الأبيض في تمليط الجدران على شكل تضاريس يخيل للمشاهد أن هذه البنايات تم إنجازها بالحجارة. ويبقى القول في الأخير أن النحاتين وممارسي هذه الحرفة رغم ما تجود به أناملهم من أشكال نحتية، إلا أنهم يدفعون ثمنا باهظا غالبا ما ينعكس على صحتهم في غياب استعمال وسائل واقية مناسبة، وذلك رغم ما تنص عليه أحكام المرسوم التنفيذي.