يسعى قادة المجلس العسكري الليبي الذي يترأسه عبد الحكيم باللجان ويقول إنه يعمل بالتنسيق مع المجلس الانتقالي الليبي لبناء ليبيا ديمقراطية، إلى الاستيلاء على مبنى مركز الإعلام الجماهيري بحي الأندلس بناء على قرار أصدره عبد الحكيم بالحاج. وأشارت تقارير إعلامية ليبية أن ذلك أدى إلى حالة من الفوضى والخلافات الحادة بين المجلس العسكري، تحديدا بحي الأندلس الذي رفض القادة الميدانيون فيه قرارات عبد الحكيم، ما اضطر المجلس المحلي بطرابلس للتدخل لتهدئة العاملين الغاضبين بمركز الإعلام الذين طلب منهم إخلاء المبنى. وأفاد مسؤول في هيئة دعم وتشجيع الصحافة الليبية، بحسب صحيفة ليبيا اليوم، أن مبنى مركز الإعلام هو من المباني السيادية التي تعود تبعيتها للمكتب التنفيذي، وما يهم هيئة الصحافة الجديدة من المركز هو صحيفة الزحف الأخضر سابقا والمطبعة التابعة لها، وقد أثارت مسألة الاستيلاء على المباني السيادية لغطا منذ أولى أيام تحرير طرابلس خصوصا منها المباني التي تشغلها قنوات فضائية. وأضاف ”رغم إصدار المكتب التنفيذي قرارا ينص على مآل المباني السيادية للدولة وأحقيته في التصرف فيها إلا أن تجاوزات لازالت تحدث حيال هذه المباني من قبل بعض الجهات في طرابلس”. وتشتكي وسائل الإعلام الليبية الآن من تجاهل قادة ليبيا الجدد لهم، وفي هذا الصدد قالت صحيفة ”ليبيا اليوم” أنه لم تنجح محاولاتها في الحصول على تصريح من المجلس العسكري طرابلس في هذه المسألة، كما استبعد بعض المقربين من ”بالحاج” حصول ذلك منه ورفض إعطاء تصريح رسمي بذلك. إلى ذلك شن عبد الرحمن السويحلي المرشح لرئاسة وزراء الحكومة الليبية الانتقالية الجديدة هجوما إعلاميا ضد المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي واصفا إياهم بالفاشلين في إدارته للأزمة الليبية على مدى شهور، وأعلن السويحلي عن رفضه للقائمة التي تقدم بها محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي لتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، مؤكدا أن الليبين ينتظرون حكومة وفاق ووحدة وطنية من شخصيات وطنية معروفة بتاريخها النضالي وكفاءتها لتولي شؤون البلاد في هذه الفترة الحاسمة. من جهتها تحدثت وكالة رويترز في أحدث تقاريرها الإعلامية حول الأوضاع في ليبيا عن أن أعضاء المجلس الانتقالي يعيشون مرحلة العريس في ليلة الدخلة على حد وصف تقرير رويترز الذي قال إنه وبمجرد إفراز الساحة السياسية الجديدة والمكتظة في ليبيا مجموعة من الأصوات المتنافرة أمر يعتبره محللون سياسيون والكثير من المواطنين الليبيين تغييرا مطلوبا عن رتابة الحياة التي أوجدها حكم القذافي الشمولي. اختلف الإسلاميون والعلمانيون علانية حول كيفية إدارة المرحلة الانتقالية وطالبت عناصر قيادية في بلدات وقرى تضررت بشدة من الصراع الذي استمر ستة أشهر بشغل مناصب في الإدارة الجديدة، قائلين إن مجتمعاتهم تحتاج أموالا لاعادة إعمارها. لكن محللين سياسيين ليبيين وأجانب يرون أن تحالف المصالح الذي حدث بين القوات المناهضة للقذافي من مجموعة متنوعة من الخلفيات السياسية والذي ولد في مدينة بنغازي بشرق البلاد في فبراير ومارس لا يوشك على الانهيار كما أن حجم الدعم الذي يلقاه من الدول الغربية والعربية التي ساعدته على الإطاحة بالقذافي ما زال قويا. غير أن الجدل السياسي المحتدم في البلاد يطغى عليه شعور بالارتياح لأن القذافي رحل ورحلت معه دولته البوليسية كما أن صوته لم يعد يطغى على موجات البث الاذاعي والتلفزيوني.