سلسلة من الأعمال الفنية لنجوم الغناء الجزائريين، أطلقتها شركات الإنتاج الفني مؤخراً، أولها الألبومات الرايوية الشبابية، تليها ألبومات الطابع الشاوي والسطايفي، فيما يبقى الإنتاج شحيحا جدا تجاه الأغاني الرياضية، أغاني المالوف، الشعبي وطابع الراب. فقدت الساحة الفنية في السنتين الماضيتين مصطلح الفنان النجم، أو نجم السنة الفني، لأسباب عدّة يلخصها المختصون في الفن والفاعلون فيه أن تذبذب الموسم الفني في هذه الفترة هو السبب وراء ذلك، بالإضافة إلى القرصنة التي طالت عدّة أعمال فنية جديدة، ما جعل شركات الإنتاج تتأخر في طرح أعمال فنانيها أو تطرحها في فترات متباعدة جداً عن الموسم الفعلي في طرح الجديد الفني عندنا، والذي يكون عادة قبل موسم الصيف ومطلع السنة الجديدة. بعد خطف ممثلينا وممثلاتنا في الشهر الفارط، للنجومية المطلقة من حيث اهتمام الجمهور بهم وتتبع أخبارهم، يعود اليوم هذا البريق وهذا الاهتمام إلى نجوم الغناء بعد انقضاء شهر رمضان وأوائل شهر شوال، لتكتظ محلات بيع الأشرطة الفنية في شوارع العاصمة، بالمتعطشين لسماع جديد نجومهم، خاصة مع شروع عدّة محطات إذاعية وطنية في بثّ مقاطع من تلك الأغاني الجديدة، فهل ستخرج الساحة الفنية هذه السنة عن عادتها وتفرز نجم أو نجمة للفن الجزائري لدى أوساط المهتمين بهذا الطابع؟. هذا السؤال طرحناه على عدد من بائعي الأشرطة الغنائية المتواجدين في ساحة البريد المركزي، وشارع حسيبة بن بوعلي، والقبة، وعدّة محلات تشتهر بعرضها لأضخم الإنتاجات الفنية في الجزائر والتي لاتزال تصارع من أجل البقاء في ظلّ طغيان بائعي الأرصفة، فقال لنا هؤلاء إنّ الموسم الفني الجديد الذي انطلق مباشرة بعد عطلة عيد الفطر المبارك، ينذر بموسم فني غير اعتيادي، حيث يتوافد عشرات المهتمين بالفن إلى المحلات لاقتناء ما تم طرحه مؤخراً في الوسط الفني من ألبومات، فيما لايزال الآخرون يتساءلون عن موعد طرح نجومهم المفضلين.. وهي الخطوة التي كانت غائبة في السنتين الماضيتين مع رواج موجة الأغنية الرياضية التي جعلت فناني الراي يتخبطون في سلسلة من الفراغات، خاصة الذين رفضوا تقديم أغنية رياضية، أمثال سيد علي الدزيري الذي كان من نجوم هذا الطابع الفني في السابق، لكنه في الفترة الأخيرة فضّل الانسحاب من الوسط قليلاً حتى يعود إلى سابق عهده. وأجمع هؤلاء الذين التقت بهم “الفجر”، أنّ أغاني الراي هي المطلوبة بكثرة من قبل فئة الشباب، كأغاني كادير الجابوني، الشاب بلال، الشابة جنات، هواري منار، الشاب رضوان، الشاب عقيل، والشابة صونيا.. فيما يبقى اهتمام الآخرين بأغاني القديمة لأعمدة الطابع العاصمي، أمثال نادية بن يوسف، عبد القادر شاعو، حميدو، سمير تومي، راضية عدّة، وراضية منال. أما الأجانب من زوار العاصمة فيفضلون اقتناء أغاني وردة الجزائرية، الشاب خالد، الهاشمي ڤروابي، سيد علي دريس. وفي سياق متصل، نوه المتحدثون إلى أنّ هذا الشهر شهد إقبالا كبيرا على أغاني المرحوم، حسني، أمير الأغنية العاطفية، خاصة مع احتفاء عشاقه بالذكرى ال17 لاغتياله المصادفة ل 28 سبتمبر من كل سنة، بالإضافة إلى أن أغلب عشاق الأغنية الجزائرية الشبابية، ينتظرون باهتمام كبير جديد نجمهم الشاب كادير الجابوني الذي تأخر إصداره حتى مطلع السنة الجديدة، فيما سارع كل من الشاب عقيل إلى طرح جديده مؤخراً، والذي وسم ب”نقعد نبغيها”، بالإضافة إلى هواري منار، الشابة جنات، والشاب بلال. وبعيداً عن أغنية الراي تسجل الأغنية السطايفية والشاوية حضورها بقوة في الساحة، من خلال سلسلة من الألبومات، لنجوم هذا الطابع بدءا من نصر الدين حرّة، والشابة يمينة، مرورا بالشاب خلاص، الشاب رشدي، والشابة جميلة. فيما يبقى الطابع القبائلي محصوراً بين محمد علاوة، وآيت منڤلات، تاكفاريناس المطلوبين بكثرة من قبل الجمهور العاشق للأغنية القبائلية. الملاحظ من خلال هذه الجولة الاستطلاعية التي قامت بها”الفجر”، هو أنّ أغلب الأعمال التي صدرت مؤخراً أصدرتها قلّة قليلة من شركات الإنتاج الفني عندما، فيما تبقى الأخرى غير قادرة على المنافسة وتفضل التريث في طرح جديدها إلى حين.