أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الطارف، أمس، بإيداع ستة بحارة من جنسية تونسية الحبس الاحتياطي، بتهمة انتهاك المياه الإقليمية والصيد دون ترخيص لثروة بحرية محمية، عقب توقيفهم من طرف حرس السواحل، التابعين للمحطة البحرية للقالة وبحوزتهم معدات وتجهيزات للغطس والصيد في أعماق البحار وكمية من المرجان قدرتها مصالح الأمن بحوالي 3 كلغ. وكان البحارة التونسيون قد دخلوا ليلة الجمعة إلى السبت الماضيين في عرض المياه الإقليمية الجزائرية أين تم رصدهم من طرف سفينة تابعة لحرس السواحل عندما كانوا مبحرين على متن قارب صيد تقليدي الصنع بسواحل القالة بولاية الطارف. وعقب محاصرتهم وتوقيف مركبهم الذي اخضع للتفتيش، عثر عناصر القوات البحرية على كمية من المرجان قدرت ب 3 كلغ كانت مخبأة بالمركب بعد أن تم استخراج المرجان بطريقة غير قانونية من المياه الإقليمية الجزائرية. كما حجزت ذات المصالح تجهيزات للغطس وآلات ومعدات خاصة باستخراج المرجان. وجاءت عملية توقيف البحارة التونسيين إثر دورية لحرس السواحل أثار انتباهها وجود مركب للصيد مبحر في مياه منطقة القالة على متنه مجموعة من الأشخاص، حيث اعتقد حرس السواحل أن الأمر يتعلق بمحاولة للهجرة غير شرعية لحراقة شباب وإثر توقيف المركب اتضح أن كل ركاب القارب تونسيون قدموا للصيد غير الشرعي لمادة المرجان. للتذكير، فإن عمليات توقيف بحارة جزائريين وأجانب بتهمة الصيد غير الشرعي للمرجان قد تضاعفت خلال السنوات الأخير ة رغم قرار وزارة الصيد البحري منع استغلال المرجان بكامل الشريط الساحلي الشرقي بغرض إعداد دراسة بيولوجية لتقييم حجم ثروة المرجان وتقنين عملية استغلاله مستقبلا، باعتباره ثروة بحرية غير متجددة، إلا أنه وبعد أكثر من عشر سنوات من قرار منع صيد المرجان لاتزال هذه الثروة عرضة للنهب والتهريب من طرف عصابات منظمة. وأشارت مصالح الأمن في هذا الشأن الى أن عملية الحجز هذه تعد السابعة من نوعها في ظرف ثلاثة أشهر على مستوى ولاية الطارف الحدودية؛ حيث تمكنت المصالح الأمنية المشتركة لحرس السواحل وشرطة الحدود في عمليات سابقة من حجز أزيد من 37 كيلوغراما من المرجان الأحمر كانت موجهة للتهريب الى الخارج وتوقيف عدد من الأشخاص. ورغم منع استغلال المرجان بالشريط الساحلي الشرقي، لاتزال مادة المرجان محل نهب وتهريب واسع من طرف الصيادين والمهربين المحترفين المختصين في المتاجرة بهذه المادة التي يكثر عليها الطلب، خاصة بإيطاليا، أين يستعمل المرجان الجزائري الأحمر نظرا لجودته وغلاء سعره في صناعة وترصيع الحلي الفاخرة التي تصدر إلى أوروبا ودول الخليج ، وهي النشاط الأساسي للعديد من المدن بجنوب إيطاليا التي تضم عشرات المصانع لتحويل المرجان، إلا أن ندرته بإيطاليا تجبر الايطاليين على استيراده عن طريق مهربين من منطقة القالة بالطارف عبر الأراضي التونسية، أين تشكلت شبكات واسعة جزائرية، تونسية وإيطالية تدير تجارة المرجان منذ عدة سنوات.