انتقد جمال بن عبد السلام، الأمين العام السابق لحركة الإصلاح الوطني، ما اسماهم ب “أحزاب السلطة” قاصدا أحزاب التحالف الرئاسي، واتهمها بمنافقتها الرئيس بوتفليقة من خلال تجسيد ربع الإصلاحات التي أعلن عنها في أفريل المنصرم. كما تخلص المتحدث وهو يكشف عن حزبه الجديد “جبهة الجزائرالجديدة” من عباءة الإسلاميين وحجته أن حزبه غير إيديولوجي وسيعتمد مبدأ الديمقراطية التشاكرية أو المعارضة البناءة، مؤكدا أن الجزائر باتت في قلب الاستهداف الأجنبي. استهل الأمين العام الأسبق لحركة الإصلاح الوطني ندوته الصحفية التي نشطها أمس لإعلان حزبه الجديد، بتبرير سبب خروجه عن بيت الإصلاح وقال إنه مبرر شخصي وهو قرار مواكب لنية السلطة في فتح المجال السياسي ضمن الإصلاحات السياسية والتشريعية الجاري تنفيذها. كما حاول بن عبد السلام التخلص من عباءة الاسلاميين ضمن حزبه الجديد الذي قال عنه إنه “غير إيديولوجي” ومفتوح على كل التيارات الإسلامية والوطنية والديمقراطية وكذا لجميع شرائح وفئات المجتمع الجزائر وهي العبارات التي فهمت أن القيادي السابق رمى منشفة التيار الإسلامي الذي ترعرع فيه. ولم يكشف المتحدث عن تشكيلة جبهة الجزائرالجديدة، مكتفيا بالتأكيد أن قائمة الأعضاء المؤسسين تضم 200 شخص تفاديا للبزنسة وجعل الحزب سجلا تياريا. وفي نفس السياق، أكد بن عبد السلام أن الضمان الوحيد الذي يحوز عليه لاعتماد حزبه من قبل مصالح وزير الداخلية والجماعات المحلية، هو مشروع قانون الأحزاب الجديد الذي سيناقشه البرلمان بحر الأسبوع المقبل. وعن مكانة هذا المشروع السياسي، قال صاحبه إنه سيعتمد الديمقراطية التشاركية أو المعارضة البناءة، مضيفا أنه “ليس من الغرابة أن يتحالف مع أي جهة سياسية كانت شرط وجود مشروع حامل لأفكار بناءة”، رغم اعترافه أن الساحة السياسية اليوم غير قادرة على تأطير الشارع والمجتمع الجزائري. من جهة أخرى، صب مؤسس “جبهة الجزائرالجديدة” النار على أحزاب السلطة، في إشارة منه إلى أحزاب التحالف الرئاسي، المشكل من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي إلى جانب حركة مجتمع السلم وهي الأحزاب التي قال عنها “تنافق الرئيس بوتفليقة وتعمل ضد إرادته”، وحجته في ذلك أنها تسعى لإبقاء الوضع على حاله الى غاية 2017. وأضاف المتحدث بهذا الخصوص أن أحزاب السلطة لم تجسد سوى ربع إرادة الرئيس بوتفليقة في الإصلاحات السياسية والتشريعية التي كشفها للشعب في خطاب للأمة يوم 15 أفريل الماضي. وعلى الصعيد الدولي والإقليمي، كشف بن عبد السلام أن الجزائر باتت في قلب الاستهداف الأجنبي، ضمن مشروع سايكس بيكو الجديد. وعن الثورات العربية الجارية في العديد من العواصم كليبيا، قال إن طموحاتها مشروعة لكن التدخل الأجنبي فيها قد يزيد الوضع تأزما.