لاتزال الحروب الجاهلية تلقي بظلالها على الأحياء العاصمية، حيث كان آخرها واقعة منتصف ليلة أول أمس، أين نشبت معركة عنيفة بين عدد من مواطني حي سيدي امبارك بالشراعبة الكائنة ببلدية الكاليتوس، سقط على إثرها العديد من الضحايا متأثرين بجراحهم التي تعرضوا لها بالأسلحة البيضاء ومنها حتى سيوف الساموراي والبنادق. تعود حيثيات الحادثة إلى طرد صاحب أحد المنازل الكائنة بالحي المذكور لشبان كانوا جالسين بالقرب من بيته في جلسة سهر وسمر بعد أن تلفظوا بكلام مشين ولكن هؤلاء الشبان لم يتقبلوا الأمر، بالرغم من كونهم مخطئين بالتعدي على حرمة منزل الرجل، واستعانوا بمجموعة من الأصحاب والأهل، وقاموا بافتعال شجار عنيف مع صاحب المنزل وأبنائه، استخدمت خلاله الأسلحة البيضاء على غرار السيوف والسكاكين والسواطير، وقع على إثرها العديد من الإصابات، بالإضافة إلى البندقية التي لجأ إليها صاحب المنزل بعد أن تعرض لطعنة سكين على مستوى يده، وتعرض ولداه كذلك لطعنتين، واحد منهما على مستوى الذراع والآخر في الوجه، وبعد احتدام الشجار واستعصاء توقيفه، قام الرجل بإطلاق الرصاص من بندقيته الخاصة بالصيد في الهواء بغرض تخويف المتشاجرين وفظ النزاع، ولكن إحدى الرصاصات اخترقت خصر أحد القاطنين بالحي وهو شاب في مقتبل العمر يبلغ من العمر 17 عاما، والذي كان واقفا بأحد زوايا الحي رفقة أصحابه للتسامر، نقل على إثرها إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا، أين تلقى العلاج اللازم حتى الساعات الأولى من صبيحة أمس، وتم إخراجه إلا أن الشاب لا يزال يحمل الرصاصة في جسمه بسبب استعصاء انتزاعها على الأطباء كونها في منطقة حساسة. كما تنقلت قوات الشرطة للمستشفى وقامت بفتح تحقيق في الحادثة، إلا أن المواطنين استغربوا حسب ما أدلاه البعض منهم ل”الفجر” عدم تدخل رجال الدرك الوطني لفك الشجار، بالرغم من قربهم من موقع المعركة واتصال البعض من القاطنين بالحي بمقرهم للاستنجاد بهم، بعد أن استبدت بهم مشاعر الخوف والهلع من اتساع رقعة الشجار ووقوع المزيد من الإصابات في صفوف المتقاتلين وحتى المتفرجين من بعيد على الشجار، خاصة بعد إقحام البندقية في الشجار وعدم الاكتفاء بالأسلحة البيضاء.