أعطى فوز حركة النهضة في الانتخابات التونسية نفسا جديدا للإخوان المسلمين لخوض غمار الانتخابات التشريعية المصرية التي دخلت رسميا مرحلة التنافس. واستعدادا لهذا السباق “الهام والحاسم” في تاريخ مصر ما بعد مبارك، قررت حركة الإخوان السير في طريق حركة النهضة التونسية، والابتعاد عن الخطاب “الراديكالي” من خلال التنازل عن الشعار “الأكثر جدلا” وهو شعار “الإسلام هو الحل”، إضافة إلى توجهها إلى التركيز على المرأة من خلال تخصيص قائمتين لها من ضمن ال76 قائمة التي تشكل التحالف الديمقراطي لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. لخوض غمار انتخابات مجلسي الشعب والشورى على مستوى الجمهورية التي ستكون أواخر شهر نوفمبر، ورغم صدور أكثر من 300 حكم قضائي نهائي أكدت دستورية شعار “الإسلام هو الحل” وأحقية أي مرشح في استخدامه كشعار له في حملته الانتخابية، إلا أن حركة الإخوان المسلمين قررت الاستجابة لقرار المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، الذي أعلن رفضه لجميع القوائم التي سترفع شعار “الإسلام هو الحل” في الانتخابات، كما قررت حركة الإخوان المسلمين وضع المرأة على رأس قائمتين في انتخابات مجلس الشورى، ممثلة في وفاء مشهور، ابنة مصطفى مشهور، المرشد الخامس لجماعة الإخوان، على قائمة التحالف بأسيوط، ونعمة أبو زيد، على رأس قائمة بمرسى مطروح. وهي فارقة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، التي يبدو أنها قررت التوجه نحو التركز على المرأة و”مغازلتها” سياسيا، لعكس التوجه المعتدل ووضع حد للحمالات المناهضة للتيارات الإسلامية التي تصفها ب”الفزاعة”. وبحسب التقارير المصرية، فقد جاءت المرأة في باقي قوائم التحالف ما بين المراكز الثالث والرابع والخامس، حيث احتلت مها السيد أبو العز “فئات” الترتيب الثالث ضمن مرشحي الشورى على الدائرة الأولى بالقاهرة، واحتلت آمال عبد الكريم “فئات” الترتيب الثالث بالجيزة، في الدائرة الأولى في انتخابات مجلس الشورى بالجيزة. وجاءت الدكتورة منال أبو الحسن في الترتيب الخامس في قائمة “الشعب” عن الدائرة الثانية بالقاهرة، وجاء ترتيب عزة الجرف مرشحة الدائرة الثانية بالجيزة في الترتيب الرابع، واحتلت بشرى السمنى “فئات” الترتيب الثالث في القائمة الأولى بشرق الإسكندرية. في سياق متصل، دشنت ناشطات مصريات حملة ضد حركة الإخوان المسلمين، دعت فيها نساء مصر لعدم التصويت للإخوان المسلمين، ورغم خطاب الإخوان الجديد الذي يصفه المراقبون بالمعتدل، رفعت الحملة النسائية المناهضة لحركة الإخوان المسلمين شعار “لن نمنح أصواتنا لمن وصفه بالعورة”، وذلك تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات، في إشارة إلى الفتاوى التي يؤكد عليها الإسلاميون والتي تقزم دور المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية. ... والرهان أيضا على الأقباط أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، رئيس اللجنة التنسيقية للتحالف الديمقراطي، أن قوائم التحالف تضم 5 مرشحين من الأقباط فقط، مرجعاً ذلك إلى ضعف مشاركتهم في الحياة السياسية منذ العهد السابق، وشدد على أن التحالف يضمن فوز اثنين من الخمسة هما أمين إسكندر وسامح عطية سلوانس. وقال عبد المجيد إن ارتفاع عدد تمثيل الأقباط داخل قوائم الأحزاب والتحالفات، جاء بهدف تكملة القوائم الانتخابية واستخدامهم ك”ديكور”، على حد وصفه، موضحا أن هذا الأمر يكرر سياسات النظام السابق، الأمر الذي رفض التحالف استخدامه في وضع قوائمة الانتخابية، قائلا: “التحالف يتعامل مع جميع المصريين سواسية، ولا يفرق بين مسلم ومسيحي”. وقال إن عدد مرشحي حزب الحرية والعدالة في التحالف أصبح 350 مرشحاً في انتخابات الشعب من إجمالي 498 مرشحاً، وفي الشوري وصل عددهم إلى 150 من إجمالي 270. علال محمد