تجاهل المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي، تحديد موعد لزيارة الجزائر، مفضلا أن تكون العاصمة المصرية القاهرة أول محطة خارجية للسلطات الليبية الجديدة، بعدما تم كشف النقاب عن الملامح الأولى للحكومة الليبية المؤقتة وتعيين عبد الرحيم الكيب رئيساً لها. واكتفى عبد الجليل، في معرض رده، أمس، على سؤال لإحدى القنوات الفضائية حول العلاقات الجزائرية الليبية، بالإشارة إلى أنها ستكون “جيدة”، لكنه رفض تحديد تاريخ لزيارة الجزائر، كما سبق وأن قالت الخارجية الجزائرية أن الزيارة ستكون خلال الأيام القريبة القادمة. ووصل عبد الجليل، أمس، إلى القاهرة في زيارة التقى خلالها المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، حسب ما أكدته تقارير إعلامية مصرية، مشيرة إلى أن عبد الجليل اصطحب معه وفدا رفيعا من أعضاء المجلس يضم 10 شخصيات، في أول زيارة خارجية يقوم بها قادة ليبيا الجدد بعد مقتل العقيد معمر القذافي. كما أكد السفير أيمن مشرفة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المغرب العربي أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، كونها أول زيارة خارجية بعد نجاح “الثورة الليبية”، وسوف تتناول كافة الموضوعات التي تهم البلدين، وفي مقدمتها الدعم المصري لنظام الحكم الجديد، واحتياجات ليبيا لمرحلة ما بعد الاستقرار والبدء في إعادة الإعمار. وتأتي هذه الجهود المصرية نحو ربط علاقات استراتيجية مع جارتها ليبيا في وقت لم تتضح أي ملامح بخصوص زيارة المجلس الانتقالي إلى الجزائر، رغم تأكيد السلطات الجزائرية رغبها في تجاوز الخلافات والدفع بمستقبل العلاقات الجزائرية الليبية نحو مزيد من التعاون وفق مبدأ المصالح المشتركة، فضلا عن عدم تقديم السلطات الليبية الجديدة لأي طلب إلى الجزائر بخصوص تعيين سفير للمجلس الانتقالي في الجزائر، بينما يباشر عبد الحميد بوزاهر سفير الجزائر في ليبيا المعين منذ عهد القذافي مهامه في العاصمة الليبية طرابلس منذ الشهر الماضي، وهي معطيات لا تعكس رغبة حقيقية لدى قادة ليبيا الجدد في إحياء العلاقات التي تضررت بسبب تطاول عدد من قادة الانتقالي الليبي على الجزائر من خلال إطلاق تصريحات اعتبرتها الجزائر مهينة لمكانتها الدولية وتاريخها.