كان على سعدان الانسحاب بعد المونديال التتويج بكأس الجزائر عام 74 أفضل ذكرياتي علينا محاربة الكلام البذيء الذي أضحى منتشرا في ملاعبنا يعد اللاعب السابق، طاهر بلقاسم، والمعروف ب”عمي الطاهر”، أفضل من لعب لاتحاد الحراش طوال تاريخ النادي، وواحدا ممن ارتبط اسمه بأول تتويج رسمي للفريق عندما توج بلقب كأس الجمهورية سنة 1974 في نهائي تاريخي أمام وداد تلمسان. فضلا عن قيادته الصفراء للصعود للقسم الأول في الموسم 1974/1975. “الفجر” التقت اللاعب السابق لاتحاد الحراش، على هامش احتفالات الفريق بذكرى 78 لتأسيس النادي، حيث حظينا باستقبال حار من طرفه، وكان لنا معه حديث شيق تطرق خلاله لمسيرته الكروية رفقة الحراش، بالإضافة إلى حديثه عن واقع الفريق حاليا، وكذا آرائه الشخصية حول البطولة المحلية والمنتخب الوطني. أهلا بك عمي الطاهر، هل لك أن تعطينا نبذة عن مشوارك الكروي حتى يتعرف عليك الجمهور الرياضي أكثر؟ اسمي طاهر بلقاسم، لاعب سابق في اتحاد الحراش، ووقتها كان النادي يطلق عليه “لياسامامسي”، أي الاتحاد الرياضي المسلم لمدينة ميزون كاري. ولعبت للفريق خلال فترة أواخر الستينات وسنوات السبعينات. كما توجت بكأس الجمهورية رفقة الصفراء سنة 1974، وهو أول لقب للحراش محليا، وكنت من بين اللاعبين الذين ساهموا في صعود الاتحاد من القسم الجهوي إلى القسم الأول في نفس الموسم. وكيف تقيم مشوارك مع الحراش ؟ أفتخر كثيرا بكل ما قدمته مع اتحاد الحراش، والذي أعتبره بيتي الأول والأخير، حيث لم ألعب لغير الحراش، كما كان لي الشرف أن أكون واحدا ممن صنعوا تاريخ النادي من خلال التتويج بلقب الكأس سنة 1974 على حساب وداد تلمسان في لقاء تاريخي لا ينسى، وبالتالي فإنني راض تمام الرضى عن مشواري الكروي وكل ما قدمته مع الحراش. وهل ما تزال حاليا ضمن محيط كرة القدم أم أنك ودعت اللعبة نهائيا بعد اعتزالك؟ في الوقت الحالي أنا ضمن جمعية اللاعبين القدامى للفريق، كما أدير بعض أعمالي الخاصة. لا زلت حتى الآن أحن لممارسة كرة القدم التي من الصعب توديعها، وأنا أشارك في بعض اللقاءات التكريمية كلما سنحت لي الفرصة. وما هي أجمل ذكرى لك في مشوارك الكروي؟ لا شك أن التتويج بكأس الجمهورية 1974 سيظل أفضل ذكرى لي، كما أن تمثيل ألوان الصفراء أمر رائع ولا يوصف، حيث كنا في فترة السبعينات نعد من أحسن الفرق في الجزائر، بالرغم من أن تشكيلتنا كانت تضم العديد من العناصر الشابة التي تفتقد للخبرة، لكن طموحاتنا كانت كبيرة ونجحنا في افتكاك لقب السيدة الكأس. وكيف ترى اتحاد الحراش حاليا؟ فريق الحراش مر بفترة صعبة بعد سقوطه للقسم الثاني موسم 2000، وبقائه لسبع سنوات كاملة في الدرجة الثانية. لكن النادي أثبت أنه فريق لا يموت، وقد نجح في العودة إلى مصاف الكبار. أما حاليا، فالفريق يقدم أفضل مستوياته بفضل المدرب شارف الذي نجح في إعادة التشكيلة إلى الواجهة، والجميع مرتاح لعمله، خاصة أن الحراش صار من الفرق التي تنافس على الأدوار الأولى في البطولة رغم الإمكانات المحدودة المتوفرة للتعداد. إذا كنت متابعا للبطولة الوطنية، هل لك أن تقيم لنا مستواها حاليا ؟ أظن أن مستوى الكرة تأثر كثيرا بالعشرية السوداء، وهو ما أدى إلى تراجع رهيب في مستوى البطولة الوطنية. لكن الأمور بدأت في التحسن تدريجيا خلال السنوات الأخيرة، حيث شاهدنا أن مستوى اللعب تطور كثيرا. وشخصيا لم أكن أشاهد البطولة سابقا، لكنني بدأت تدريجيا أتابع اللقاءات بعدما شاهدت تحسنا ملحوظا في المستوى الفني، ونأمل مواصلة التطور مستقبلا. وماذا عن الاحتراف وتأثيره على كرة القدم الجزائرية؟ الاحتراف يتطلب وجود ملاعب وهياكل في المستوى وهو ما نفتقده حاليا. أظن أنه طرأت تغييرات جيدة على كرتنا مع دخولنا عالم الاحتراف، لكن علينا بالصبر من أجل حصد النتائج، وأنا أرى أن الاحتراف أصبح أمرا ضروريا ولا بد منه من أجل مواكبة تطور لعبة كرة القدم. لتحدث عن المنتخب الوطني الأول، والبداية عن الإقصاء من كأس أمم إفريقيا المقبلة. كيف ترى خروج الخضر من تصفيات الكان رغم أنهم حققوا نتائج جيدة قبلها بتأهلهم للمونديال ووصولهم للمربع الذهبي في نهائيات أمم إفريقيا بانغولا؟ صراحة، كنت أنتظر فشل منتخبنا الوطني في الوصول للكان بعد المستوى المخيب للتشكيلة الوطنية بعد المونديال، بل وحتى في المونديال لم يكن أداء الخضر جيدا واكتفى الفريق بلعب ورقة الدفاع المحض في جميع لقاءاته. وبعد المونديال لم تتحسن الأمور بل زادت معاناة الفريق بسبب تهاون اللاعبين. وأنا شخصيا أرى أنه كان من الأجدر رحيل المدرب سعدان بعد مونديال جنوب إفريقيا مباشرة. نفهم من كلامك أن سعدان يعد المسؤول الأول عن إخفاق الخضر في التأهل للكان؟ المدرب سعدان صديقي ولدي علاقات جيدة معه، وقد قدم الكثير للمنتخب الوطني وقاده للتأهل للمونديال، لكن أي مدرب يفشل في مرحلة معينة عليه الانسحاب وفسح المجال لغيره، وصراحة سعدان لم يكن يملك العقلية اللازمة لتطوير المنتخب، بسبب اعتماده الكبير على الدفاع. ولا أعتقد أن بقاءه مع المنتخب كان سيعطي الإضافة للخضر. لكن سعدان أكد أنه اعتمد على اللعب الدفاعي بسبب انعدام لاعبين أكفاء في الهجوم ؟ لا، هذا كلام غير منطقي والجزائر تملك العديد من المهاجمين في البطولة الوطنية وفي أوروبا أيضا. لكن سعدان رفض منح الفرصة للجميع وفضل الاعتماد على أسماء معينة دون غيرها، في الوقت الذي كان لا بد عليه تجريب العديد من العناصر الشابة. المنتخب الوطني دخل مرحلة جديدة وبمدرب جديد هو حليلوزيتش الذي يسعى إلى تجسيد مشروع طموح هدفه التأهل لمونديال البرازيل سنة 2014. ما رأيك في المدرب البوسني ؟ حليلوزيتش مدرب كبير له سيرة ذاتيةغنية، ونجح لحد الآن في ترك بصمة واضحة على الفريق الوطني، وكذا تغيير العديد من الأمور بدءا من الانضباط. كما أن أهم ما أثار إعجابي في المدرب الجديد هو عقليته الهجومية، وحبه للعب في الأمام، وهو أمر أتى بنتائج إيجابية حتى الآن. أنا أعتبره الأنسب لقيادة سفينة الخضر وأتمنى له كل النجاح مع المنتخب الوطني. لكن البعض يرى أنه من الأجدر لو تم تعيين مدرب محلي كرابح ماجر مثلا ؟ أعتقد أن المدرب الأجنبي هو الأجدر والأفضل لقيادة المنتخب، نظرا لكونه يملك الكفاءة اللازمة، فضلا عن إلمامه الكبير بالمستوى العالي، وثقافته الاحترافية، وهي المزايا التي لا تتوفر في المدرب المحلي والذي يبقى محدودا للغاية.
كلمة أخيرة توجهها للجمهور عمي طاهر؟ أولا أشكركم على اهتمامكم بنا كلاعبين قدامى وأتمنى لكم التوفيق. كما أوجه رسالتي لجميع من يحب ويعشق لعبة كرة القدم وأطالبهم بضرورة العمل من أجل تطوير اللعبة في الوطن، فهي مهمة كل واحد دون استثناء. وأنادي الجماهير الجزائرية بضرورة التحلي بالروح الرياضية، لأنني أعتقد أن كرة القدم هي أخلاق قبل أن تكون أي شيء آخر، ونحن كلاعبين سابقين كان سر نجاحنا يكمن في الأخلاق العالية داخل وخارج ميادين كرة القدم. كما أطالب الأنصار بالتشجيع الرياضي المهذب وتفادي إطلاق عبارات السب والشتم التي أصبحت من أبرز السلبيات التي تميز حاليا ملاعب كرة القدم. حاوره: ابراهيم. ج
الاحتراف يتطلب وجود ملاعب وهياكل في المستوى وهو ما نفتقده حاليا
المدرب سعدان صديقي ولدي علاقات جيدة معه، وقدم الكثير للمنتخب الوطني وقاده للتأهل