لم يفقد اللاعب السابق في اتحاد الحراش، نصر الدين سالمي، شعبيته لدى أنصار الفريق، لا سيما القدامى الذين يعرفون مشواره جيدا، حيث كان من أبرز اللاعبين الموهوبين الذين أنجبتهم المدرسة الحراشية... كان مهاجما فذا يتميز بفنيات عالية في مداعبة الكرة وهدافا من الطراز الأول بفضل قذفاته القوية التي كانت هاجسا لكل حراس الفرق المنافسة، وقد لعب دورا كبيرا في تتويج اتحاد الحراش بأول كأس في 1974 وصعوده في السنة الموالية إلى القسم الأول. ولا يزال محله التجاري الكائن بالحراش وجهة للعديد من زملائه القدامى في فريق السبعينيات ولاعبين من عدة فرق أخرى، ولما قصدناه أول أمس، رحب بنا كثيرا وأبى إلا أن يثير معنا ذكرياته في النادي الذي ترعرع فيه، مدليا برأيه في نهائي كأس الجمهورية الذي يجمع غدا بملعب 5 جويلية فريقه المحبوب وشبيبة القبائل. تعود ذاكرة الرياضيين الحراشيين دائما إلى تتويج النادي بأول كأس كلما وصل الفريق إلى نهائي هذه المنافسة الشعبية، كيف تفسر احتفاظ تشكيلة السبعينيات بكل هذا الاحترام؟ لأن كأس الجمهورية الأولى التي نالها النادي كان لها طعم خاص، فضلا عن أن الفريق كان يضم لاعبين كبارا في تلك الفترة، شرفوا ألوان النادي بالمستوى المرموق الذي كان يميز مردودهم، وساهموا في صعود النادي لأول مرة إلى حظيرة النخبة، ويعد ذلك بمثابة إنجاز كبير، لا سيما وأنه جاء بعد موسم واحد فقط من نيل كأس الجمهورية. حدثنا عن قوة فريقكم في تلك الفترة؟ كنا نمثل مجموعة متماسكة ونلعب بسهولة تامة فوق أرضية الميدان، إذ أن الأغلبية الكبيرة منا لعبت سويا من صنف الأصاغر إلى غاية صنف الأكابر مثل مصطفى موقور ورشيد كابري ومحمد حجلون والمتحدث. كما أن الصداقة الحميمية التي كانت تربط اللاعبين لعبت دورا كبيرا في تماسك الفريق، وقد شكلت عاملا هاما في بروزه خلال تلك الفترة، كنا بمثابة إخوة ندافع عن ألوان النادي بدون وضع في الحسبان أية خلفيات ونلعب فقط من أجل إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب الأنصار والرياضيين الذين كانوا يعشقون اللعب الجميل الذي كنا نقدمه. لكن وصولكم إلى نهائي الكأس لسنة 1974 كان أيضا بمثابة مفاجأة؟ أنا لا أقول مفاجأة، بل تتويجنا بتلك الكأس عكس بوضوح تفوقنا على كل الفرق التي واجهناها في الأدوار التصفوية، كيف لا وقد تأهلنا في الدور نصف النهائي على حساب الفريق الكبير آنذاك، نصر حسين داي، الذي بقي بدون انهزام في 22 مباراة متتالية، قبل أن نهزمه في لقاء الذهاب بملعب 5 جويلة بنتيجة 2-,1 وقد سجل الهدفين زميلي رشيد كابري، بينما في مباراة العودة فرضنا عليه نتيجة التعادل 1-1 وكان هدف اتحاد الحراش من نصيبي. لقد ظن لاعبو النصرية أن مهمتهم ستكون سهلة، لكنهم فوجئوا بردنا فوق أرضية الميدان، حيث نلنا إعجاب الجمهور الرياضي والاختصاصيين الذين أجمعوا على أحقيتنا في الوصول إلى النهائي والتتويج بالكأس، بعد أن فزنا على وداد تلمسان وقد سجلت الهدف الوحيد في تلك المباراة. ماذا بقي من ذكريات تلك الفترة بالنسبة إليكم؟ لا يمكن لأحد من الرياضيين الحراشيين الذين عايشوا تلك الفترة، نسيان مشوار فريق السبعينيات والإنجازات الكبيرة التي صنعها، ولما أتذكر تلك الفترة أقول في قرارة نفسي أننا أدينا واجبنا تجاه الأنصار ولم تكن تهمنا لا الأموال و لا الشهرة. ما هي قراءتك لنهائي يوم الغد بين اتحاد الحراش وشبيبة القبائل؟ أظن أن هناك عوامل كثيرة ستساعد اتحاد الحراش على التتويج بالكأس، وأهمها تفوقه على الخصم من حيث اللعب الجماعي وامتلاكه فرديات كثيرة قادرة على صنع الفارق، كما أن فريق الحراش يتمتع بحيوية كبيرة ظهرت بوضوح في لقائه الأخير ضد اتحاد الجزائر، والذي تركه يثق أكثر في إمكانياته. وعكس ذلك، فإنه سيصعب على شبيبة القبائل استرجاع قواها بعد سفريتها الأخيرة التي قادتها إلى الغابون، وقد يكون للنتيجة الثقيلة التي تلقتها هناك تأثير كبير على معنويات لاعبيها، الذين سيشككون في إمكانياتهم، لكن يتعين على الحراش الحذر من المخالفات التي ينفذها بنجاح بعض لاعبي الشبيبة وبالأخص قلب الهجوم حاميتي الذي يجب أن تضرب عليه مراقبة لصيقة. أنا واثق بنسبة كبيرة بتتويج الحراش لكونه يكسب تشكيلة قوية ومدربا كفؤا أنجز عملا كبيرا منذ تعيينه في العارضة الفنية، لكن الفريق الذي يسجل الأول قد يفوز في النهاية. ماذا تنتظرون من أنصار الحراش في هذا النهائي؟ أنا متأكد من أن أنصار الحراش سيساندون فريقهم بقوة كبيرة وهم متعودون على فعل ذلك، لا سيما وأن عددهم ازداد في المواسم الأخيرة.