“مطالب المسيحيين في مصر وطنية ولا يمكن أن نختلف معها” “المجلس العسكري في “أزمة كبيرة” ومصر بحاجة إلى الأمن والاستقرار” يؤكد الدكتور عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والمرشح لرئاسة مصر، أن “ثورة 25 يناير” المصرية لم تكتمل بعد وهي لا تزال “مستمرة”، كما يتحدّث عمرو موسى في هذا الحوار المقتضب الذي أجرته معه “الفجر”، عن قرارات الجامعة العربية الأخيرة وبعض التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السورية. الدكتور عمرو موسى، كيف تنظرون إلى راهن مصر بعد 9 أشهر من اندلاع “ثورة 25 يناير” التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، هل يمكنكم وصف هذه “الثورة” ب”الناجحة” ؟ الثورة مستمرة، وسنواصل المسيرة حتى تنجح، لأنها لم تكتمل بعد، وهناك العديد من الأمور التي راهنت عليها الثورة ولم تتحقق بعد، ونحن مصرون على السير حتى تحقيقها، ومن الطبيعي أن تأخذ الثورة وقتا، وذلك راجع إلى طبيعة الثورات بشكل عام التي لا يمكن أن تحسب بين يوم وليلة. بصدفتكم من أبرز المرشحين لرئاسة مصر؛ كيف تقيمون أداء المجلس العسكري المصري الذي يدير شؤون البلاد إلى غاية الآن ؟ المجلس العسكري المصري في أزمة كبيرة، وهناك حالة من الفوضى تهدد مصر، البلد تحتاج إلى الاستقرار، وأنا أدعو المجلس العسكري المصري إلى توفير الأمن والاستقرار في مصر في أقرب وقت ممكن، علينا الانتهاء من الملفات الأمنية أولا، لأنها شرط أساسي لضمان نجاح المشروع الديمقراطي في البلاد. قدمتم مشروعا ديمقراطيا لمصر ما بعد مبارك، شددتم فيه على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، وهذا لم يحصل، ما تعليقكم ؟ أنا مازلت أشدد على رأيي في ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، لأن ذلك هو الضامن الأساسي لنجاح الثورة المصرية ويجعلها في منأى من قيام ثورة مضادة، ونحن كمرشحي الرئاسية لا نزال نناقش هذه الخطوة وإن كانت الحكومة المصرية بقيادة الدكتور عصام شرف قد فصلت فيها ومصر على أبواب انتخابات برلمانية الأسبوع القادم، إلا أنني أشدد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية مباشرة بعد الانتخابات البرلمانية، تأجيل الرئاسيات ليس في صالح مصر، وعلى المجلس العسكري المصري إنهاء الفترة الانتقالية فورا وتسليم مقاليد الحكم إلى حاكم مدني. طفت على المشهد المصري في الفترة الأخيرة مواجهات بين المسلمين والمسحيين، وهو ما بات يطلق عليه اسم “أحداث مسبيرو“، هل هناك أزمة طائفية فعلية في مصر ؟ هذه أحداث طارئة ولا يمكن أبدا أن نطلق عليها “أزمة طائفية”، الخلافات طبيعية وخروج الأقباط إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم في مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر ليس أمرا استشنائيا، وهو في الأصل جزء من الأزمة الوطنية التي صنعت ثورة 25 يناير، التركيز على مشكلة على حساب مشكلة أخرى هو ما ضخم الأمور، وفي النهاية هي هموم مصرية مشتركة. هل يجد الدكتور عمرو موسى أن هناك من بين مطالب المسحيين ما لا يجب تحقيقه؟ مطالب المسيحيين هي مطالب وطنية، ولا يمكن أن نختلف معها أبدا، ولا يجب أن يختلف معها أحد من المصريين، لأن مصر لجميع المصريين مسلمين ومسحيين ولا يوجد مطلب ينادي به المسيحيون. بالانتقال إلى الملف السوري، تحدث وزيرا الخارجية الجزائري ونظيره المصري على خطوة “مصرية جزائرية” مشتركة للتخفيف من حدة المشروع العربي ضد سوريا، هل أصبحت مصر تكتفي بتعديل المقترحات العربية بعدما كانت تقود المبادرات ؟ أولا أشدد على أن حل الأزمة السورية يجب أن يتم من خلال قبول الرئيس السوري بشار الأسد بالمبادرة العربية، التي تمنع التدخل الأجنبي، المشاكل العربية لا بد أن تحل في الإطار العربي الذي يجب أن يكون أساسا ثابتا في التعامل مع الأزمة السورية، ويجب على الأسد القبول بالمبادرة العربية، لأنه لا يملك خيارات أخرى. أما بخصوص الدور المصري في القيادة العربية سنصل إلى هذه الخطوة قريبا.