أنا لست جزءا من النظام السابق فقد كنت وزير الخارجية لمصر وليس لفرد / أنا مع علاقات مصرية عربية قوية، ومع الجزائر أقوى لثقلها العربي لست نادما على قرار حظر الطيران على ليبيا ولم أتصور أن الناتو سيحوله إلى قصف يؤكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، الدكتور عمرو موسى، في حوار خص به ''الخبر'' التي استقبلها في مكتبه بمنطقة الدقي في القاهرة، على أنه يطمح إلى اعتلاء منصب الرئاسة في مصر، معتمدا على قطاع واسع من الشعب المصري، وعلى كفاءته وخبرته الدولية وحضوره الإقليمي. وكشف موسى عن رغبته في التعايش مع الإسلاميين، وطموحه للتحالف مع الإخوان المسلمين والفوز بأصواتهم. كما يحرص وزير خارجية مصر سابقا على طمأنة الغرب، عبر إعلان استعداده الإبقاء على اتفاقية كامب ديفيد بشرط احترام إسرائيل لها، ويشدد في المقابل على مراجعة الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل. ويدافع عن قرار الجامعة العربية بشأن حظر الطيران الجوي على ليبيا لحماية المدنيين. بداية هل مازال عمرو موسى متمسكا بطموحه في رئاسة مصر، برغم التطورات الأخيرة وحالة الاشتباك السياسي والبؤس الاجتماعي الذي تعيشه مصر؟ نعم أنا متمسك بهذا الطموح، وتحدوني رغبة كبيرة في خدمة بلدي ومساعدتها على الخروج من هذه الأزمة. أنا قررت الترشح لمنصب الرئاسة من باب اقتناعي بقدرتي على وضع خبرتي وتجربتي السياسية الطويلة والثرية في خدمة مصر، لم يكن ممكنا أن أبقى متفرجا على البلد وهي في حاجة إلي، وإلى كل الوطنيين الذين يحبون مصر. أعتقد أنها مهمة وطنية ومسؤولية تاريخية والتزام أخلاقي بالنسبة لي. لديّ اتصال دائم مع الإخوان على ماذا يعتمد الدكتور عمرو موسى في هذا الطموح للرئاسة، وفي حملته الانتخابية؟ أنا أعتمد على قطاع واسع من الشعب المصري الذي يثق في، وفي قدراتي، ويراهن على تجربتي لإيجاد الحلول الممكنة للمشاكل التي تتخبط فيها مصر، والقضاء على آثار وخلافات المرحلة السابقة، وإعادة مصر إلى دورها وموقعها الإقليمي والدولي، ومن خلالها خدمة الشعوب العربية وقضاياها، على أساس أن قوة مصر ستخدم بالضرورة الشعوب والقضايا العربية. أعتمد أيضا على تفاؤلي الكبير بأن المصريين سيعرفون كيف يتحدون ويجتازون هذه الظروف، بعد نجاح الثورة التي كانت تعبيرا عن تطلعات الشعب إلى حياة أفضل، وإلى استغلال مقدرات مصر من أجل المكاسب الاجتماعية والاقتصادية للبلد وللمصريين، الذين أثبتوا في كثير من الفترات قوتهم عبر توحدهم، وهذا هو مصدر أملي وتفاؤلي الكبير. كنت وزيرا للخارجية في النظام السابق، وهناك من يوجه لك تهمة أنك كنت جزءا من النظام الذي أسقطته ثورة يناير، كيف ترد على هذا؟ أنا كنت وزيرا للخارجية في مصر لمدة 10 سنوات، كانت مصر في عزها وقوتها، وأنا عملت لأجل خدمة مصر وشعب مصر، وهذا مصدر فخر لي، ومصدر قوة لي، وليس العكس. أما اتهامي بأنني جزء من النظام السابق فهو مردود على أصحابه، فأنا كنت في خدمة مصر، ووزيرا لخارجيتها، ولم أكن وزيرا لأفراد، كما أن قطاعا كبيرا من المصريين غير مهتمين بهذا الكلام ولا يقتنعون به. المصريون يعرفون أكثر من أي وقت مضى كل شخص وما قدمه لمصر، عن حقيقة وعن صدق. والجميع يريد العودة إلى تلك الفترة القوية . ما هي التحالفات الممكن أن ينخرط فيها عمرو موسى لضمان وصوله إلى منصب رئاسة الجمهورية؟ التحالفات السياسية موجودة وقائمة، لكن التحالفات بالمعنى الانتخابي لم تقم بعد، نحن نشتغل عليها في الوقت الحالي، ونعمل على التقارب مع كل القوى التي نتوافق معها على المواقف، ونبحث التوجهات العامة والمبادئ الأساسية بين من يمكننا التحالف معهم، وأنا أطمح إلى التعاون والتحالف مع كل القوى الحية، بما فيها الإخوان المسلمين الذين يمثلون قوة لا يمكن إنكارها في مصر، ولدي اتصال دائم معهم، هم أكدوا في أكثر من تصريح على أنهم لن يقدموا مرشحا إلى رئاسة الجمهورية، ولكنهم في الوقت نفسه لم يقرروا بعد من هي الشخصية التي يمكن لهم دعمها في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ألا يخيفك الظهور القوي للأحزاب الإسلامية في مصر، بما فيها التيار السلفي الذي تشكّل سياسيا؟ بالنسبة للأحزاب الإسلامية أنا لا يخيفني ظهورها أو تواجدها في الساحة، من حقها العمل، لكن وفقا لمبادئ الدولة المدنية التي تشكّل وفاقا وطنيا بين كل القوى المصرية، مادامت المبادئ الأساسية للدولة تنطلق من كونها دولة مدنية، ونحن نسعى إلى أن تكون هذه المبادئ فوق الجميع مهما كانت توجهات كل طرف. برأيك ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الرئيس المقبل لمصر؟ الرئيس المقبل لمصر يجب أن تتوفر فيه شروط أساسية لإدارة شؤون الدولة الداخلية والإقليمية، يجب أن تتوفر له علاقات دولية وحضور إقليمي متميز، ويجب أن تكون له خبرة دولية في إدارة الشؤون السياسية، واطلاع على مجمل أدوات الإدارة السياسية، قوميا ودوليا وإقليميا، وأعتقد أن هذا ما أرتكز عليه، لدي أمل كبير في الفوز بمنصب الرئيس المقبل لمصر. لم يضغط عليّ أحد لترك الجامعة العربية بعد كل هذه التطورات الراهنة في مصر والمنطقة أيضا، لو خُيّر عمرو موسى بين أن يعود إلى الجامعة العربية أو أن يترأس مصر، ماذا سيختار في هذه الظروف؟ أنا تركت الجامعة العربية بمحض إرادتي دون أن يضغط علي أي طرف، كان بمقدوري أن أستمر في العمل كأمين عام لجامعة الدول العربية لو أردت ذلك، لكني قررت إراديا أن أنهي مساري في الجامعة العربية، وأن أختار مسارا آخر لخدمة مصر. ولو كنت أفكر في البقاء في الجامعة العربية لبقيت، بناء على رغبة الكثير من الدول العربية، وعدد من المسؤولين الذين اتصلوا بي، وأعربوا لي عن رغبتهم في أن أستمر في هذا المنصب. يطالب قطاع واسع من المصريين بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، والاتفاقيات التجارية كصفقة الغاز مع إسرائيل، كيف سيكون موقفك من هذه الاتفاقيات في حال وصلت إلى منصب رئاسة الجمهورية؟ الاتفاقيات السياسية القائمة ليس مطروحا إلغاؤها في الوقت الحالي، والمعاهدة المصرية الإسرائيلية ''كامب ديفيد'' ستستمر مادامت إسرائيل ملتزمة باحترام مضمونها وتفاصيلها، ولا ترتكب ما يمكن أن يكون تجاوزا لمقرراتها. لكن هناك اتفاقيات اقتصادية وتجارية بين مصر وإسرائيل يجب إعادة النظر فيها، كونها عقدت في ظروف معينة وباشتراطات لا تخدم مصالح مصر. هذه الاتفاقيات تجب مراعاتها مع الأخذ بعين الاعتبار التوازنات المالية للبلد، مثل اتفاقية الغاز التي في الحقيقة لم اطلع حتى الآن على تفاصيلها، لكنني وفقا لما اطلع عليه بعض الخبراء في هذا المجال فإنها تحتاج إلى مراجعة، على أساس أن سعر الغاز الذي يباع من مصر إلى إسرائيل غير مطابق للأسعار الدولية، وأقل من هذه الأسعار، وهو ما لا يخدم مصلحة مصر. برأيك ما هو المطلوب عربيا الآن لدعم مصر في هذه المرحلة الانتقالية، وكيف تتصور أن تكون العلاقات بين مصر والجزائر؟ أنا طموح لأن تتفهم الدول العربية الظروف الحالية في مصر، وأنا أتبنى الموقف الداعي إلى إقامة علاقات مصرية عربية قوية على كل المستويات، في حالة الجزائر أنا مهتم بأن تكون العلاقات بين الجزائر ومصر في أقوى مستوياتها، وفي اعتقادي مصر والجزائر، بثقلهما السياسي وموقعهما، يمكن أن يؤديا دورا محوريا في دعم وتعزيز العمل العربي، ولصالح القضايا والشعوب العربية. لدي الثقة الكاملة في القضاء المصري بشأن محاكمة مبارك ما هو تقييمك لمجريات محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك حتى الآن؟ لا أستطيع التعليق على عمل المحكمة، كل ما استطيع قوله إن القضية الآن بين يدي العدالة التي تبث فيها وتعالجها وفقا لقانون، ومع احترام حقوق كل الأطراف، لدي ثقة تامة في العدالة والقضاء المصري بهذا الشأن. الآن بعد التطورات الدامية في ليبيا، وانحراف حلف الناتو في تطبيق القرار الأممي للحظر الجوي، ألم تنتابك لحظة ندم على طرح الجامعة العربية وأنت أمينها العام لهذا القرار؟ أنا لم أندم على قرار حظر الطيران على ليبيا، نحن لم نقدم القرار إلى الناتو، والناتو لم يكن في ذهننا إطلاقا عندما اتخذنا القرار، والقرار لم أتخذه وحدي، القرار كان بمصادقة مجلس الجامعة العربية، والتي قدمته إلى مجلس الأمن الدولي، وكان هدفه واضحا يتعلق بحماية المدنيين، ولم يكن في بالي أن يحوّل الناتو القرار إلى قصف. أنا أدعو مجددا إلى حقن دماء الليبيين، وحل المشكل بين الليبيين، دون أن يستمر هذا الدم.