أعربت عدة ناشطات سوريات عن امتعاضهن من تهميش المجلس الوطني الانتقالي السوري المعارض الذي يترأسه الدكتور برهان غليون لتهميش تمثيل المرأة في المجلس. وبحسب تصريحات الناشطات اللائي قمن بمراسلة ”الفجر” في هذا السياق، فإن المرأة المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لا تحظى باهتمام القيادات المعارضة التي يغلب عليها الرجال، رغم مشاركتهن الفاعلة في الدفاع عن القضية السورية المطالبة بسقوط نظام الأسد المتهم دوليا بارتكاب جرائم ضد شعبه. تشير نسبة مشاركة المرأة في مجلس المعارضة السورية إلى عدم إعطاء المرأة مكانة هامة في المجالس الرسمية للمعارضة السورية ، على عكس ما حظيت به في الدول العربية التي تعيش ما يطلق عليه اسم ”الربيع العربي”. وقالت الناشطة الحقوقية، مرح البقاعي، في رسالة بعثت بها إلى ”الفجر” إن الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، غير مهتم بمنح المرأة السورية المناضلة حق لعب دور بارز في قيادة المعارضة السورية. كما أوضحت الناشطة أنها راسلت وعدة ناشطات سوريات أخريات الدكتور غليون للاستفسار عن السبب الحقيقي وراء تجاهلهم للمرأة السورية، وأوضحت مرح أن الدكتور غليون يرفض التعليق على هذه النقطة رغم أهميتها وما تعكسه من الطبيعة الإيديولوجية للمجلس الوطني السوري المشكل من الغالبية الرجالية. وقالت المعارضة السورية : ”تهميش المرأة في هيئة سياسية من المفترض أنها تمثل الصورة الأنضر والأكثر انسجاما بين مكونات النسيج السوري كافة، حيث تُدرج المرأة في قائمة الأقليات الأقل حظا ومشاركة في الحياة السياسية السورية، رغم أنها تشكّل عدديا ما يقارب 60 % من مجموع سكان سوريا” وأضافت: ”أعتقد أن مغبّة هذا الأمر تقع على الحس الاجتماعي الأبوي الذي يسيطر على المجتمعات العربية وحتى على مثقفيها وناشطيها السياسيين وكذا النظرة الدينية الضيقة والأصولية التي ترى في المرأة كائنا قاصرا لا ولاية له”. من جهة ثانية، أكد المعارض السوري، الأب طوني دورة، أن هناك ضغوطا عربية تمارس على الحكومة السورية لتجلس على طاولة واحدة مع مجلس الإخوان المسلمين في إسطنبول معلنا رفضه التام للحوار معهم. وقال دورة، في تصريحات صحفية نشرت أمس، إن الضغط على سوريا لا يعني أن الدولة السورية ضعيفة إلى الحد الذي تخضع فيه لهذا الضغط، لافتا إلى أن مجلس إسطنبول سابقا لم يكن يريد الحوار ولكنه اليوم لو لم يكن يريد الحوار لما ذهب إلى موسكو”، وأضاف ”بالتالي هم يرفعون سقف مطالبهم وكانوا يتخيلون أن هناك من يمكن أن يدعمهم في هذا المستوى من السقف، لكنهم فوجئوا بأن الأمور على الأرض مختلفة تماما”. وقال المعارض السوري العلماني - الذي يتحالف كمعارض مستقل مع جبهة التغيير والتحرير- ”إن النظام إذا أراد الجلوس مع هؤلاء على الطاولة فهذا شأنه، بالنسبة لي، كمعارض وطني غير ممكن أن أقبل بمجالسة الإخوان المسلمين على طاولة واحدة، لأني لا أحتمل ولا أرى أن سوريا تحتمل أحزابا دينية، لأن الأحزاب الدينية تعمل بطريقة ”انكفائية” فيها تتعالى على الآخرين، وفيها احتكار للحقيقة ورفض للآخر وانتزاع للحقوق السيادية، وبالتالي هي لا تتأسس على مفهوم المواطنة”. علال. م