عقد، أمس، في إسطنبولودمشق مؤتمر ''الإنقاذ الوطني'' الذي يضم عددا من وجوه المعارضة السورية، بهدف تشكيل مجلس إنقاذ يبحث مرحلة ''ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد''. وحضر ما يزيد عن 300 شخص لقاء إسطنبول التركية، بينما لم يتمكن معارضو الداخل من المشاركة والتواصل معهم من دمشق. تحدث عدد من المشاركين في مؤتمر دمشق عبر الأنترنت مع نظرائهم في إسطنبول، وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مشعل تمّو، إنهم يخوّلون مؤتمر إسطنبول التحدث نيابة عنهم لعدم سماح السلطات السورية لهم بالاجتماع العلني، حيث تعرض مقر المؤتمر بحي القابون بدمشق، أول أمس، لهجوم من قوات الأمن ما أسفر عن مقتل 14 محتجا واعتقال آخرين. واستعرض رئيس جلسة الافتتاح في لقاء إسطنبول، هيثم المالح، تاريخ المعارضة السورية في العقود الأخيرة. وأوضح أن الرئيس الحالي وعد بالانفتاح على الآراء السياسية ثم تراجع، حيث أعلن قبل أربع سنوات أن الأولوية للأمن وليست للسياسة، ما أطلق يد الأجهزة الأمنية لمرحلة أخرى من الاعتقالات. من جانبه، قال عضو اللجنة التحضيرية، عماد الدين رشيد، إن ما يقوم به المؤتمر ليس إلا استمرارا لجهود قديمة. ومن جهته، قال المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، علي صدر الدين البيانوني، إن مؤتمرات المعارضة هي تعبير عن حيوية إيجابية فاعلة وضرورية أكثر من كونها حالة شتات، ودعا السوريين إلى النظر لجميع الأطياف من زاوية التوافق ما دام الجميع تحت سقف الوطن. وفي السياق نفسه، قال المفكر السوري برهان غليون في كلمته إنه ''لا يمكن لمن شنّ الحرب على الشعب وخرج عن القانون وانتهك الدستور أن يكون قائدا للشعب إلى السلام ولا أن يكون الضامن للدستور الديمقراطي في المستقبل''. وأضاف غليون أنه جاء إلى إسطنبول لينقل مشاعر شباب الثورة الذين كانوا قلقين من أن يسير المؤتمر باتجاه بديل عن نشاطهم، في حين يعمل الشباب بشكل مستمر للتنسيق الميداني بعيدا عن تنافس التيارات السياسية.