انطلقت أول أمس بمتحف السينما الجزائرية بالعاصمة فعاليات أيام الفيلم الأردني بالجزائر بعرض فيلمين سينمائيين الأول قصير وهو فيلم ” بهية ومحدود ” والثاني فيلم ” مدن ترانزيت” من النوع الطويل، وذلك بحضور ندى دوماني المكلفة بالإعلام ومسؤولة التبادل الثقافي بالهيئة الملكية للأفلام وكذا الناقد والصحفي ناجح حسن. أيام الفيلم الأردني بالجزائر التي تنظمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الوطني بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، تأتي لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين وتمهيدا لفتح باب التعاون في مجال الصناعة السينمائية على المستوى العربي، وعن المناسبة قالت ندى دوماني أنها مبادرة مهمة جدا الأساس منها هو خدمة الجمهور الجزائري والأردني على حد سواء، ونحن نأمل كما أضافت أنه من خلال عرض أفلام أردنية في الجزائر أو عرض أفلام جزائرية في الأردن الى خلق ديناميكية ثقافية عربية مشتركة بين البلدين، وقالت ذات المتحدة ” إننا باستمرار نعرض أفلام جزائرية في الأردن باعتبار ذلك نشاط أساسي ومحوري في مجال التبادل الثقافي ومجال التعرف على الآخر، خاصة وأن المغرب العربي والوطن العربي رغم اشتراكهم في العديد من المميزات الدينية والثقافية وغيرها من معالم مشتركة، لكن هنالك جهل الى حد ما بالمجتمعات العربية، وذلك ناتج عن قلة التبادل بين البلدان العربية مما انعكس سلبا على الحوار الثقافي بينها، أما واليوم ومع ما يحدث في الدول العربية في الآونة الأخيرة التي تستدعي التكافل والتآزر للمضي قدما فمطلوب من جميع الدول العربية العمل الجاد من أجل تطوير الصناعة السينمائية في الوطن العربي”. أما عن الأفلام المختارة للمشاركة في أيام الفيلم الأردني بالجزائر فأجابت ذات المتحدثة ”بصراحة السينما الأردنية لا تزال فتية ولا يوجد هناك كم هائل من الأفلام الأردنية، لذلك فالاختيار تم على أساس أحدث ما تم إنتاجه في الأردن، وأعتقد أنها أفلام تعبر الى حد ما عن ما يعيشه المجتمع الأردني، ومواضيعها اجتماعية بالدرجة الأولى، وهي أفلام غير تجارية وذات ميزانية نسبيا متواضعة وتعكس ما يقمه الفن السابع في الأردن”. وقالت” نتمنى أن تفتح أبواب الأعمال المشتركة بين البلدين”. ويعالج فيلم ” بهية ومحمود” مسألة اجتماعية جد حساسة تتعلق بالعزلة المفروضة التي يضطر الى عيشها الأولياء في مرحلة الشيخوخة بعد هجران الأولاد لهم، وسط الحرمان العاطفي والروتين اليومي الذي يمنح الحياة معالم أخرى تخلق الكثير من الحساسيات بين الزوجين في سن متقدمة من الحياة الزوجية لكنهما يضطران الى المواصلة سويا للتغلب على قهر الزمن، فيما يتطرق فيلم ” مدن ترانزيت” الى مسالة الحرية الشخصية التي يبحث عنها جيل اليوم خاصة منهم الجنس اللطيف في ظل تمسك العائلة بالقيم والمثل الاجتماعية، حيث يحكي الفيلم قصة ليلى التي تعود الى الديار بعد غياب دام أربعة عشر سنة لتجد المجتمع غير المجتمع، مما يضطرها الى مواجهة الواقع الجديد بما فيه من عراقيل وقفت في وجهها تتعلق خاصة بالذهنيات، خاصة وأنها جلبت معها نمط حياة دخيل على محيط العائلة، ترى فيه ليلى حرية شخصية لا يمكن للغير التعدي عليها مهما كانت الدوافع، وأمام كل ما يواجهها تدرك ليلى أن عودتها أشبه بجملة لا محل لها من الإعراب فينصحها والدها بالعودة الى ديار الغربة أفضل الوقوع في دوامة اجتماعية لا مخرج لها.، الفيلم شارك في عدة مهرجانات دولية، و تحصل على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم وجائزة الجمعية الدولية للنقاد السينمائيين، كما منح سنة 2011 جائزة العمل الأول في مهرجان حوار الثقافيات السينمائية بنيويورك.