دب الخلاف في بيت حركة التقويم والتأصيل لجبهة التحرير الوطني بسبب حمى الانتخابات، حيث ظهرت بوادر صراع حول متصدري القوائم الانتخابية منذ الآن، وتجسد ذلك مثلا في متصدر قائمة العاصمة التي تشهد سباقا محموما بين كل من وزير التكوين والتعليم المهنيين الهادي خالدي، ووزير الاتصال الأسبق، عبد الرشيد بوكرزازة. ولم تفصل القيادة حتى الآن في هذا الإشكال، حسب ما أكدته مصادر مطلعة بسبب تمسك كلا الشخصين بالترتيب الأول في قائمة العاصمة، غير أن الظهور الموسمي للوزير الأول في الحركة التقويمية متحججا بحقيبته الوزارية ومشاكلها من شأنه ترجيح الكفة لصالح رشيد بوكرزازة. ويعتقد الوزير الهادي خالدي الأكثر حظا واستحقاقا بالترتيب الاول، قياسا بانحداره من العاصمة ومن حي باب الواد الشعبي، فضلا عن خدمته للحكومة ويكفي أنه يحمل حقيبة الوزارة منذ عدة سنوات وتحمل جزءا من أعباء المسؤولية الحكومية، وكان من بين الأوائل الذين عارضوا بلخادم خلال عقد المؤتمر التاسع للحزب وجند مجموعة من مناضلي باب الواد لتصحيح التجاوزات التي وقعت بالمحافظة، كما قال من الأغواط على هامش افتتاح رئيس الجمهورية السنة الجامعية “لن أركب الطائرة التي تقل بلخادم”. كما يتمسك رشيد بوكرزازة، بالترتيب الأول في القائمة، ويستشهد بكونه كان أمينا عاما سابقا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، وأكد أن لديه وعاء انتخابيا شابا بالعاصمة يمكن أن يرجح الكفة. وحسب المصادر ذاتها فإن بوكرزارة ظهر في الصفوف الاولى للحركة منذ ظهورها وانفصل عن جناح بلخادم، كما يعتبر بوكرزازة أحد الوزراء الذين تركوا بصماتهم على قطاع الإعلام بتسييره لحقيبة الاتصال وحظي بالكثير من الاحترام و التقدير من أسرة الإعلام. ويبقى القرار الأخير في تعيين الهادي خالدي أو بوكرزازة على رأس قائمة العاصمة من صلاحيات صالح كوجيل، الذي لم يقرر حتى الساعة من يضع غير أن المتتبع يمكن أن يستنتج أن الهادي خالدي هو من سيفوز بالنظر إلى علاقاته بمحيط مقرب من الرئيس وخاصة شقيقه، على العكس من الرشيد بوكرزازة الذي أقيل من منصبه بمكالمة هاتفية من نفس المحيط.