حفظ اللسان هو ألاّ يتحدث المسلم إلا بخير وأن يبتعد عن قبيح الكلام ويتخير كلامه الذي هو عنوان على عقله وأدبه، حيث يستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله فالإنسان مسؤول عن كل لفظ يخرج منه حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، حيث حثنا الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك حين قال : “إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنَا”. وقال الله صلى الله عليه وسلم: “لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه”. وأورد أمور عدة لمن أراد أن يسلم من سوءات اللسان أولها هي ألا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضراً عنه أو عن غيره، وعليه أن يتخير الوقت المناسب للكلام، فكما نقول “لكل مقام مقال”. وعلى المؤمن أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف حيث يقال : “اقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك ويبلغ حاجتك، وإيّاك وفضوله أي زيادته فإنه يزلُّ القدم، ويورث الندم”. فحفظ المسلم للسانه خير في كل الأحوال، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ فقال عليه الصلاة والسلام : “المسلم منْ سلم المسلمون من لسانه ويده”.