مشعل في زيارة للأردن برفقة ولي عهد قطر غادر حوالي 75٪ من كوادر حركة حماس مع أسرهم العاصمة السورية بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وأسرته التي تقيم حاليا في عمان، وهو ما فتح المجال للحديث عن انسحاب هادئ للحركة من دمشق على خلفية الأزمة التي تعيشها سوريا اليوم وازدياد الضغط الدولي على النظام. يأتي ذلك فيما لازالت الحركة تنفي تغييرها لمقرها. مسعودة.ط /الوكالات أكدت مصادر مطلعة في دمشق وعمان لصحيفة ”الشرق الأوسط” اللندنية، أن كبار قادة حركة حماس وكوادرها وأسرهم غادروا خلال الأسابيع القليلة الماضية العاصمة السورية دمشق، باستثناء عضو المكتب السياسي عزت الرشق، والذي يتوقع أن يغادر قريبًا بدوره. ونقلت الصحيفة عن مصادرها، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن نحو 75٪ من قادة وكوادر وعناصر حماس غادروا العاصمة السورية، ومعظم الباقين هم من الكوادر العسكرية التابعة لكتائب عز الدين القسام. وأكدت أن أسباب مغادرة قادة حماس لدمشق ليس بسبب مضايقات من جانب السلطات السورية بل مرتبطة بمجملها بالوضع المحرج الذي تعيشه هذه القيادة وخلفيتها السياسية، كونها منتمية إلى حركة هي أساسًا من جماعة الإخوان المسلمين. كما قالت مصادر فلسطينية في دمشق، أمس الأحد، إن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لن يعود للإقامة في دمشق بعد أن غادرت أسرته العاصمة السورية إلى عمان التي يزورها منذ البارحة رسميًا لأول مرة منذ رحيله عنها عام 1999، بصحبة ولي عهد قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت مصادر في العاصمة الأردنية عمان إن أسرة خالد مشعل انتقلت منذ أسبوعين للعيش في عمان، وإنها الآن موجودة في زيارة في القاهرة. وكذلك الحال بالنسبة لأسرتي محمد نزال وسامي خاطر. وحسب هذه المصادر، فإنه لا يوجد أي حظر على إقامة هذه الأسر في الأردن خاصة أن أفرادها يحملون جوازات السفر الأردنية. وبالنسبة لمشعل نفسه، فإنه بحسب مصادر دمشق متغيب عن سوريا منذ عشرين يومًا، ولم يزرها في الأسابيع الأربعة أو الخمسة الماضية إلا خمسة أيام فقط، نقل خلالها رسالة شفوية من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ولا تتوقع هذه المصادر أن يعود من أجل البقاء وإنما لزيارات خاطفة فقط كي يبدو الانسحاب هادئًا. وفي المقابل أعلن الناطق باسم حركة ”حماس” فوزي برهوم أنه لا يوجد أي تغيير على وضع مقر الحركة في سوريا، وأن زيارات مشعل للعديد من الدول العربية مؤخراً هي من أجل حشد الدعم للمصالحة الفلسطينية. وأضاف برهوم في تصريح أدلى به لوكالة ”فرانس برس”، مساء السبت، ”إنه لا تغيير بشأن مقر حركة حماس في دمشق”، مؤكدا أن ”الحركة لم تقرر الخروج من سوريا، ولم تتخذ أي قرار بهذا الشأن، ونحن لازلنا موجودين في دمشق”. وأوضح الناطق باسم الحركة أن هدف زيارات مشعل يأتي ”في إطار الحراك العربي لدعم القضية الفلسطينية، وحشد الدعم لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوطيد علاقات الحركة”، مضيفا ”إن الربيع العربي شجع على هذه الزيارات والتنقلات”. كما شدد برهوم على أهمية زيارة مشعل للأردن أمس، قائلا: إن الزيارة ”تهدف لإعادة العلاقات بين حماس والأردن وتصحيحها لتصبح قوية بما يخدم المصالح الفلسطينية”. تجدر الإشارة إلى أن قيادة حماس سبق وأن أعلنت الأسبوع الفارط أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة قرر عدم الترشح لرئاسة الحركة في المرحلة المقبلة.