يشتكي العشرات من قاطني دوار الغوثي ودوار سيدي قاسم بإقليم بلدية الحساسنة، في ولاية سعيدة، من المعاناة والإقصاء الذي طالهم بسبب غياب الكهرباء عن دواويرهم التي ظلت خارج مجال التغطية، أمام صمت السلطات المعنية، رغم مشاريع التنمية الريفية التي من شأنها تحفيز قاطني الأرياف على البقاء بمحيط أراضيهم. ورغم مرور 50 سنة على الاستقلال إلا أن السكان لازالوا يعيشون في ظلام دامس، لاسيما بعد غروب الشمس، ما يدفع بهم لملازمة مساكنهم وعدم مغادرتها. فيما تعد الشموع والحطب أهم مصادر التزود بطاقة الإنارة، علما أن المنطقة قد عانت كثيرا من تردي الوضع الأمني خلال العشرية السوداء، ما خلف بنفوس السكان الذّعر أمام انعدام هذا النوع من الطاقة التي أصبحت أكثر من ضرورية. المعنيون عبّروا ل”الفجر” عن استيائهم، بعدما تبخر حلمهم الذي كاد يتحقق سنة 1997 عندما بادرت مؤسسة سونلغاز إلى وضع الأعمدة الكهربائية والعدادات بمساكنهم، لكن دون أن يتم إيصال الكهرباء لغاية الساعة، ما دفعهم للتساؤل عن تراجع السلطات المعنية في ربطهم بشبكة النور التي لازالوا يحلمون بها، خاصة بعد استفادتهم من السكنات الريفية التي يراودهم هاجس مغادرتها والهجرة مجددا نحو مقر البلدية..