حاول سفير العراق، السيد عديل خير الله، بوهران، التسويق لصورة مشرقة عن عراق ما بعد الديكتاتورية والاحتلال، حيث دعا البلدان المجاورة لانتهاز فرص الاستثمار الواعدة في بلاده بدل العبث بأمن العراق الذي قال عنه إنه بحاجة ماسة لرؤوس الأموال العربية بدل القنابل والإرهابيين الذين تحاول بعض البلدان المجاورة إغراق المنطقة بهم. وقال السفير العراقي خلال الندوة الصحفية التي عقدها بفندق الهنا بوهران، على هامش احتضان بلاده للقمة العربية المرتقبة في 29 من الشهر المقبل، الذي أعجب بوهران التي زارها لخامس مرة، أنه أصبح يسير في شوارع بغداد من دون حراسة أحيانا، ما يؤشر حسبه على استتباب الأمن بشكل كبير، قائلا إنه شتان ما بين عراق 2007 وعراق اليوم. وكشف نفس المصدر أن العراق سيكون فرصة واعدة لضخ رؤوس الأموال الأجنبية بعد الحرب، مشبها الوضع الحالي للبلاد بالوضع الذي شهدته الجزائر ما بعد العشرية السوداء والتي قال إنها استعادت عافيتها بالتدريج بفضل جهود السلطات للتسويق للصورة الحقيقية للوضع بالبلاد، عكس الصورة المشوهة التي تنقلها وسائل الإعلام الأجنبية التي تحركه تحت الستار نفس الأطراف الحاقدة على البلدين، بينما وعد بتوفير شروط ملائمة للاستثمار الأجنبي. كما كشف عن مشروع لسيفيتال في العراق يتضمن إنتاج السكر وهو الاستثمار الجزائري الأول من نوعه بالمنطقة التي ستتعافى تدريجيا من تبعات الحرب. وتطرق “خير الله عديد” لمسألة وجود 16 سجينا جزائريا بمعتقلات العراق حيث أكد أن أوضاعهم الصحية لاتزال بخير في الوقت الذي يخضعون فيه كغيرهم من السجناء للقوانين العراقية، معبرا عن استعداد العراق لإبرام اتفاقية قضائية ثنائية تخص تبادل السجناء، حيث اعتبر أن غياب مثل هذه الاتفاقية حال دون الإفراج عنهم والذين نقلت إحدى الصحف الوطنية عن أحدهم إنهم يعاملون بطريقة فظيعة وهو الأمر الذي نفاه السفير، الذي لم ينف كذلك أن الخارجية العراقية استقبلت شكاوى رسمية من الوزارة الوصية الجزائرية فيما أكد أن الاتصالات لا تزال جارية على أعلى مستوى قصد الإفراج عن المساجين المتابعين بتهم الإرهاب. ومن جهة أخرى أوضح ذات المصدر أن القمة العربية المزمع عقدها ببغداد ستجرى في موعدها المقرر فيما لم يفصل في مشاركة الجزائر بعد خاصة وأن الدعوة ستوجه رسميا لرؤساء البلدان المغاربية وبوتفليقة في الفاتح مارس معتبرا أن مسألة مشاركة الجزائر من عدمها سابق لأوانه فيما أكد أنه استقبل إشارات ومعلومات قوية تفيد بتسجيل مشاركة عربية قياسية حتى أنه لم يستبعد مشاركة ليبيا التي كانت على علاقة سيئة بالعراق في عهد القذافي، في الوقت الذي شكك في مشاركة السعودية وقطر، كما اعتبر انعقاد القمة في بغداد رسالة واضحة للأطراف التي تحاول إقصاء العراق من القرار العربي وفرصة ثمينة للوقوف على حقيقة الأوضاع الأمنية هناك بالعراق.