أقال الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي، اللواء مهدي مقولة، أحد أكبر الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، من منصبه كقائد للمنطقة العسكرية الجنوبية. وذكرت صحيفة (الجمهورية) اليمنية الرسمية أن هادي، الذي تم تنصيبه رئيسا للبلاد هذا الأسبوع، أصدر قرارا جمهوريا بتعيين اللواء سالم علي قطن قائدا للمنطقة الجنوبية العسكرية بدلا من اللواء مقولة الذي عين نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوى البشرية. خصوم مقولة يتهمونه بالفساد وتهميش ضباط الجيش الاكفاء وبخاصة من ينتمون إلى الجنوب. وجاءت قرارات هادي وسط تعرض هادي لضغوط متزايدة من جانب الشعب لاقصاء الموالين لصالح وأقاربه من المناصب المهمة في مؤسستي الجيش والأمن بالبلاد. ويستعد المئات من اليمنيين المؤيدين للإصلاح، للخروج (أمس الجمعة) في مسيرة احتجاجية حاشدة في العاصمة صنعاء لمطالبة الرئيس الجديد بإعادة هيكلة الجيش الوطني. وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاما، لكنه واجه في نهاية الأمر احتجاجات واسعة انطلقت في جانفي العام الماضي مطالبة برحيله عن السلطة. ووقع صالح في نوفمبر الماضي مبادرة نقل السلطة بوساطة خليجية والتي قضت بأن يتنحى صالح عن السلطة مقابل منحه حصانة من الملاحقة القضائية. وواصل منتسبو القوات المسلحة اليمنية احتجاجاتهم التي بدأوها قبل نحو شهرين والمطالبة بتغيير قيادات عسكرية كانت موالية لعلي عبدالله صالح، ونظم مئات من ضباط وجنود القوات الجوية مسيرة انطلقت من أمام منزل الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، واتجهت إلى القاعدة الجوية بالقرب من مطار صنعاء، ورفعت شعارات تطالب بإقالة قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق. كذلك تظاهر أمام منزل هادي جنود وضباط من أفراد اللواء الأول مشاة بحري (مقره في جزيرة سقطري جنوب السواحل اليمنية)، مطالبين بإقالة قائد اللواء العميد حسين خيران الذي يتهمونه بالفساد. وكان هادي الذي تولى منذ نحو أسبوعين مقاليد السلطة كرئيس توافقي لفترة انتقالية من عامين، حدد بين أولوياته إنهاء حال الانقسام في المؤسسة العسكرية في إطار خطة لإعادة هيكلتها. وأشارت التقارير إلى أن المتظاهرين ينوون مواصلة تظاهراتهم والاعتصام قرب منزل الرئيس الجديد إلى حين تحقيق مطالبهم، بعدما فشلت اللجنة العسكرية والأمنية التي تشكلت بموجب المبادرة الخليجية في تسوية أوضاعهم. ويثير تجدد الاحتجاجات مخاوف سفراء الدول الراعية للتسوية السياسية، وفي مقدمهم السفير الأمريكي جيرالد فيرستاين، من احتمال انهيار المؤسسة العسكرية التي تعول عليها واشنطن لمواصلة محاربة تنظيم "القاعدة" في جنوب البلاد. وعبر فيرستاين في أكثر من مناسبة عن رفضه للاحتجاجات والاعتصامات التي يقوم بها العسكريون ضد قياداتهم، واعتبرها شكلاً من أشكال التمرد الذي يخالف القوانين العسكرية وتقاليدها الصارمة ويؤدي إلى الفوضى، مؤكداً أن الدول الراعية تتبنى خطة متكاملة لإعادة هيكلة الجيش وفق معايير تمنع تدخله في الصراع السياسي وتحصر مهمته في الجوانب الدفاعية ومكافحة الإرهاب، وتنهي شخصنة الولاء وازدواجيته لدى العسكريين. وكان صرح قبل أيام أن واشنطن لا تعارض بقاء أبناء وأقارب الرئيس السابق على رأس الوحدات العسكرية التي تتولى مهمات في محاربة "القاعدة"، واعتبر أن قوات الحرس الجمهوري بقيادة العميد أحمد علي صالح هي الأفضل، وأن الحاجة ماسة لقوات الفرقة الأولى المدرعة في هذا المجال. إلى ذلك خطف مسلحون من "القاعدة" في بلدة شقرة الساحلية بمحافظة أبين (جنوب) الأربعاء قائد كتيبة في اللواء 103 العقيد أحمد صالح جعيملان بينما كان في طريقه إلى قريته ميكراس في محافظة البيضاء المجاورة. وقال مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه إن المسلحين "أنزلوا العقيد جعيملان من سيارته وسمحوا لعائلته بمواصلة طريقها، فيما اقتادوه إلى جعار"، أبرز معاقل التنظيم المتطرف في أبين.