أكد الرئيس المالي، أمادو توماني توري، تورط ما يعرف بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في النزاع القائم شمال البلاد إضافة إلى مجموعة الطوارق أنصار الدين بقيادة "إياد أغ غالي" أحد ابرز قيادات المتمردين الطوارق في تسعينات القرن الماضي المشتبه في علاقته بجناح في القاعدة يقوده أحد أقاربه. واتهم رئيس مالي المتمردين الطوارق التابعين "للحركة الوطنية المالية لتحرير أزواد" بارتكاب "جرائم حرب" في أغيلوك (شمال شرق مالي) معربا عن استغرابه "صمت المنظمات الدولية إزاء تلك الفظاعات". ووصف الرئيس توماني توري مدعما أقواله بصور قتل عشرات الجنود الماليين "نفدت ذخيرتهم" لدى استيلاء المتمردين على هذه المدينة في 24 جانفي وذلك في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو في عددها الصادر أمس الأول. وأوضح "عندما غادر عناصر الحركة المكان اكتشفنا المأساة. وجدنا سبعين من عناصرنا جثثهم ممددة على الأرض. ذوو البشرة السوداء كانت أياديهم موثقة خلف ظهورهم، تم اغتيالهم برصاص أطلق عن قرب على رؤوسهم ومن كان منهم بشرته بيضاء، أي العرب والطوارق، تم ذبحهم وبقرت بطون العديد منهم". وأضاف أن "هذه جريمة حرب"، واستغرب صمت المنظمات الدولية على هذه الفظاعات. "ما رأي محكمة الجزاء الدولية؟ لا شيء". وأعرب رئيس مالي مجددا عن استعداده "للحوار" مع المتمردين غير أنه استبعد "التفكير في استقلال" منطقة الشمال الشرقي كما يطلب متمردون. من جهة أخرى قام وزير الخارجية والتعاون الموريتاني حمادي ولد حمادي الأربعاء بزيارة باماكو بعد ثلاثة أيام على غارة شنتها طائرات حربية موريتانية في شمال مالي، كما علمت المراجع ذاتها من وزارة الخارجية في مالي. وقام الوزير الموريتاني "بزيارة قصيرة إلى مالي لتعزيز العلاقات بين البلدين". وتأتي هذه الزيارة بعد غارة للطيران الموريتاني الأحد قرب تومبوكتو (شمال غرب مالي) ضد مقاتلين من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" وأصيب فيها عنصران من هذا التنظيم بجروح، بحسب رواية الجيش الموريتاني.