دخل تجار سوق الجملة ب”بوقرة” للخضر والفواكه التابع لبلدية البليدة يوم أمس في إضراب مفتوح إلى غاية استجابة الوصاية لمطالبهم بعد “التهميش” الذي طالهم، على غرار الإسراع في إطلاق نشاط المؤسسة العمومية لتسيير الأسواق المستحدثة مؤخرا، وكذا خلق آليات لتسيير هذه الأسواق لتفادي تركها بين يدي المحتكرين. وحسب الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، صالح صويلح، فإن مافيا الأسعار هي التي تتحكم في البطاطا ليبقى المستهلك البسيط هو الضحية الأولى والأخيرة. وأكد صويلح خلال ندوة نظمها أمس بالمقر المركزي للاتحاد التي تمحورت حول دراسة مشاكل أسواق الجملة بولايات الوسط، رفض الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه لمشروع المرسوم التنفيذي المتعلق بتسيير مؤسسات تسييرية لنشاطهم الذي تعول على تنفيذه بدءا من 4 أفريل الداخل، لاسيما وأن بعض الأسواق تسير من طرف البلديات بدفتر شروط بحسب مقياس كل مسير دون إشراك اتحاد التجار، إضافة إلى تطبيق قانون الوزارة المتعلق بتسيير الأسواق وتنظيمها لمحاربة بارونات الاحتكار للمواد الواسعة الاستهلاك، لاسيما وأن المسيرين الجدد يفرضون نسبة زيادة على سعر تأجير المحلات بأسواق الجملة بلغت حد 600 بالمائة. وأوضح صويلح أن ذلك سينعكس سلبا على جيب المواطن الذي سيتحمل التكاليف الإضافية التي فرضت على التجار من خلال رفع أسعار الخضر والفواكه، مشيرا إلى “تهميش” وزارة التجارة لمطالبهم وما يقع عليهم من ضغوط من قبل مسيري الأسواق، وأضاف في هذا الشأن ممثل سوق الحطاطبة ورئيس اتحاد أسواق الخضر والفواكه بأن الشركة المستحدثة مجرد “حبر على ورق لعدم استجابتها وفتح سبل الحوار مع التجار”. وتطرق المتدخلون إلى ضرورة إسراع المكلفين بمشروع تأهيل أسواق الجملة التي تعرف تأخرا كبيرا في نسبة الأشغال ما عدا سوق بومرداس الذي بلغت نسبة أشغاله 90 بالمائة، بينما تنعدم كافة الشروط المطلوبة من ماء وكهرباء ببعض الأسواق التي ضبطت أعمالها ب 17 مليارا ليتم تأجيرها ب24 مليارا دون مراعاة توفر المعايير اللازمة، ليبقى التاجر يعاني في “صمت”، لاسيما مع مزاحمة التجار الفوضويين لنشاطه دون تحمل الخسائر. وبخصوص إضراب سوق الجملة ببوقرة فقد تم الإعلان عنه من قبل الفرع الولائي لأسواق الجملة بالبليدة منذ حوالي 10 أيام، وهو متواصل إلى غاية استجابة الوصاية لمطالبهم، والقائمة أساسا على وجوب تغيير دفتر الشروط المستحدث، وهدد الاتحاد في حال عدم الاستجابة بالدخول في إضراب جزئي على مستوى 5 أسواق هي حطاطبة وبوقرة، وبوفاريك، والكاليتوس وخميس الخشنة، و سيعلن عنه الأسبوع المقبل . وشدد صالح صويلح على أهمية محاربة بارونات ومحتكري مخزون البطاطا الذي يطلقونه بنظام “القطرة” كما وصفه، ما جعل أسعارها تتجاوز المعقول، مشيرا كذلك لفشل موسم زراعة البطاطا بسبب فساد البذور ما ساعد في تفاقم المشكل.