وجد قرار جامعة الإخوان المسلمين ترشيح نائب المرشد العام خير الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية اعتراضا كبيرا من جميع أطياف التيارات السياسية والإعلامية المصرية، بينما اعتبرت الولاياتالمتحدةوفرنسا وإسرائيل الخطوة خطيرة على علاقات مصر الخارجية. إمتد الاستياء من إعلان جماعة الإخوان ترشيح خيرت المستقيل من الجماعة من أجل الترشح للرئاسة إلى شباب الإخوان الذين طالبوا في بيان بضرورة أن تتراجع الجماعة عن الخطوة التي وصفوها بأنها تشويه لسمعة الإخوان وضرب لمصداقيتهم أمام الشعب وأمام التاريخ وإخلال بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم بعد تأييد أي مرشح من أجل ضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها في شهر ماي القادم وسط ترقب دولي كبير. ووصفت ”الجبهة الحرة للتغيير السلمي”، قرار جماعة الإخوان المسلمين بترشيح نائب مرشد الجماعة المهندس خيرت الشاطر للرئاسة بأنه ”سقوط لجميع الأقنعة التي كانت الجماعة تتخفى خلفها” قائلة ”أخيرا ظهر المرشح التوافقي الذي طال انتظاره في صفقة مفضوحة بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين”. وللتأكيد على حجم ذلك قام شباب ثورة 25 يناير بالترويج إلى تصريحات خيرت الشاطر التي سبق وأن تحدث فيها عن عدم نية جماعة الإخوان ترشيحها لأي قيادي إخواني و استطاعت جماعة الإخوان المسلمين أن تشد إليها جميع الأنظار السياسية والإعلامية والعسكرية في مصر والعالم، وبدا واضحا من خلال استطلاعات الرأي المصرية التي أعقبت قرار الإخوان ترشيح الشطر لرئاسة مصر، خسارة الإخوان للمعركة الانتخابية الرئاسية بهذا القرار الذي فسر على أنه خيانة من الإخوان لمواقفهم والدفع بمصر نحو دوامة من الصراعات الدولية لاتزال مصر عاجزة عن التصدي بحكم الظروف السياسية والاقتصادية، كما أن القرار يأتي لعمق الشرخ بين المجلس العسكري المصري وجماعة الإخوان التي كما يبدو أنها تحاول سحب البساط من تحت أقدام التيارات السياسية والمجلس العسكري المصري بعد أن تمكنت من الاستحواذ على أغلبية برلمانية وتعيين الأمين العام للجماعة على رأس لجنة إعداد الدستور المصري. دوليا، وصف مسؤول إسرائيلي قرار جماعة الإخوان المسلمين الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية بأنه أمر ”مقلق”. وقال المسؤول في تصريح لصحيفة ”نيويورك تايمز” الأمريكية، تعليقا على إعلان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر أمس، ترشيح المهندس خيرت الشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية ”من الواضح أن هذا ليس نبأ جيدا”. كما اهتمت فرنسا بالحدث بوصفه خطوة أولى ستضع الإخوان على خط السلطة الحقيقية في مصر، كما وصف المحللون السياسيون ترشيح الإخوان للشاطر بالمقلق وسيؤدي إلى توترات مقلقة قريبا مع التيار الليبرالي الذي يشعرون بالفعل بالقلق من النفوذ المتزايد للإسلاميين بعد أن اكتسحوا البرلمان وهيمنوا على الجمعية التأسيسية للدستور.
