قال نشطاء إن البحرين اعتقلت 60 على الاقل من زعماء الاحتجاجات الشيعة في الأيام الأخيرة في محاولة لمنع اضطرابات واسعة النطاق قبل اقامة سباق جائزة البحرين الكبرى للسيارات (فورمولا 1) المثير للجدل هذا الأسبوع. وتزامنت أنباء حملة الاعتقالات مع بيان صادر عن منظمة العفو الدولية قال أانها تحصل على تقارير موثوق بها عن استخدام التعذيب في هذه الدولة الخليجية العربية رغم وعود الإصلاح. وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بيان ”تحاول السلطات تصوير البلاد على أنها على طريق الإصلاح، لكن ما زلنا نتلقى تقارير عن التعذيب واستخدام القوة غير الضرورية والمفرطة ضد الاحتجاجات.. تتعامل إصلاحاتهم مع جزء بسيط من المشكلة فقط”. وتستعد البحرين لاستضافة سباق الجائزة الكبرى في الفترة من 20 إلى 22 من أفريل، وهو الحدث الذي ألغي العام الماضي بسبب الاضطرابات وتأمل أن يحسن صورتها الدولية ويظهر أنها جادة بشأن الإصلاح. وتحرص بشكل خاص على إظهار أن حكام البلاد السنّة أصلحوا العلاقات مع غالبية المجتمع الشيعي بعد احتجاجات العام الماضي والتي جرى اخمادها بمساعدة قوات من السعودية. ويشكو الشيعة في البحرين من أن الفرص والوظائف والمساكن التي تقدم لهم أقل مما يقدم للنخبة السنية. لكن نشطاء قالوا إن العلاقات بين الطائفتين لا تزال متوترة بشدة بسبب العنف الممنهج. وقالوا إن رجال شرطة مكافحة الشغب استخدموا الذخيرة الحية لأول مرة منذ سحق حركة الاحتجاج المؤيدة للديمقراطية العام الماضي وأطلقوا الرصاص في الهواء. وقال محمد المسقطي، رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، ”لدينا أدلة بالصور الفوتوغرافية والفيديو منذ 13 أبريل في الدراز وسترة”. وتقوم المعارضة التي يقودها الشيعة بمسيرات أسبوعية واسعة النطاق تدعو إلى الإصلاح الديمقراطي، في حين يشتبك الشبان الشيعة ليلا مع شرطة مكافحة الشغب. وقال المسقطي: ”بدأت في بني جمرة يوم الخميس الماضي ثم في سترة والغريفة والدراز والمعامير والسهلة.. الذين ألقي القبض عليهم هم نشطاء في القرى. تخشى السلطات من احتجاج بعض الناس في المنامة أو على مقربة من منطقة السباق”. وقال إن 60 شخصا قيد الاعتقال. وتصاعدت أعمال العنف في البحرين الحليف الرئيسي للولايات المتحدة والتي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي قبل سباق الجائزة الكبرى. وقال أيضا سيد يوسف المحافظة من مركز البحرين لحقوق الإنسان، وهي جماعة مستقلة، إن الشرطة اعتقلت العشرات ينظر إليهم على أنهم من منظمي الاحتجاج في وقت متأخر من الليل في مداهمات الأسبوع الماضي. وبشكل منفصل، قالت منظمة العفو الدولية إن حكومة البحرين فشلت في تبني إصلاحات رئيسية أوصت بها لجنة دولية من الخبراء في مجال حقوق الإنسان. ولم يتسن الاتصال على الفور بمسؤولين من حكومة البحرين لسؤالهم التعليق. واستقدمت الحكومة لجنة من خبراء حقوق الإنسان، في العام الماضي، لاقتراح إصلاحات. وقالت الحكومة في وقت لاحق إن المملكة وافقت على مدونة سلوك جديدة للشرطة وأنشأت لجنة للتحقيق في اتهامات بأن موظفين حكوميين قتلوا مواطنين أو أساءوا معاملتهم. وقالت منظمة العفو إن بعض مقترحات اللجنة اعتمدت، لكنها قالت إن هناك حاجة للقيام بالكثير. وأضافت أن هناك حاجة على وجه خاص إلى محاسبة كبار أعضاء قوات الأمن المتهمين بارتكاب انتهاكات والإفراج عن سجناء الرأي والتصدي للمظالم في حق الأغلبية الشيعية. ويقول نشطاء إن 35 شخصا لقوا حتفهم خلال اضطرابات العام الماضي، لكن منذ انتهاء الأحكام العرفية في جوان ارتفع الإجمالي إلى نحو 70. ويستشهدون بالاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع، لكن الحكومة تشكك فيما إذا كان الغاز قتل أي شخص.