يسلط العازف الموسيقي خير الدين دهكال، الضوء من خلال هذا الحوار الذي جمعنا به بعاصمة الزيانيين تلمسان، في إطار مشاركته رفقة فرقته الموسيقية ”سينوج للجاز”، على واقع الموسيقى في الجزائر والفرق الموسيقية التي تنشط في الساحة اليوم، وبين النجومية التي طالت البعض وغيبت البعض الآخر، يبقى سرّ النجاح في عيون هؤلاء الأداء الجيد وكسب 100 معجب ذواق على كسب مليون هاوي.. فالأصالة تبقى الأصل عندهم. رغم أن تأسيس فرقتكم يمتد إلى أكثر من 10 سنوات خلت، إلا أنكم لم تحققوا النجاح الكبير الذي أصبحت تحققه الفرق الموسيقية الفتية في الساحة مؤخراً؟ كل ما قدمناه في الساحة بعد تقريبا 12 سنة من تواجدنا في عالم الموسيقى، هو خطوة مهمة في مسيرتنا نحو النجاح الذي نسعى إلى تحقيقه بخطى ثابتة، فالأهم بالنسبة لنا هو أن يكون ما نقدمه في مستوى ما يقدم في الوطن العربي والعالم بشكل عام، لأننا لا نرى تشابها أو تواجدا لفرق موسيقية تقدم النوع الذي نقدمه نحن حتى نضع أنفسنا في مكان للمقارنة بيننا وبينهم. فالطابع الموسيقي الذي تقدمه فرقة ”سينوج للجاز”، هو مزيج موسيقي بين الموسيقى الجزائرية الأصيلة وموسيقى الجاز العالمية، وشخصيا لم أسمع بأي فرقة أخرى قدمت هذا الطابع قبلنا في الجزائر، فيما هناك فرق أخرى في دول مغاربية شقيقة كتونس والمغرب استطاعت أن تقدم هذا النوع من الموسيقى وحققت شهرة واسعة فيه، ليس على المستوى المحلي فقط بل تعدى ذلك للعالمية، وهم الآن يشاركون في أكبر المهرجانات الموسيقى العالمية، وهذا الذي نسعى إليه نحن. ما نصيب فرقتكم من المهرجانات الفنية الكبيرة التي تقام هنا وهناك؟ = شاركنا في عدد من المهرجانات الوطنية المتعلقة بموسيقى الجاز، كمهرجان الجاز الدولي الذي تحتضنه مدينة الجسور المعلقة، وقد كان هناك تجاوب كبير من قبل الجماهير لهذه الموسيقى، ونحن نعمل في كل مرة على تحسين مستوانا الفني إلى أن نصل إلى ما تحققه الفرق الموسيقية العالمية الكثيرة التي تقدم هذا النوع الذي نقدمه في سينوج. بالحديث عن النوع الموسيقي الذي تقدمونه، هل لك أن تحدثنا قليلاً عنه؟ = نقدم موسيقى المالوف القسنطيني الممزوج بالجاز، وهي تجربة ليست سهلة بل احتاجت إلى دراسات عديدة داخل التراب الوطني وخارجه، ونحن من خلال هذه الدراسات التي قمنا بها في عالم الموسيقى استطعنا أن نجد نوعا موسيقيا جديداً هو مزيج بين الموسيقى العربية والموسيقى الغربية، باعتبار أنّ موسيقى الجاز تسمح بهذا المزج وخلق هذا النوع الموسيقي الجديد. طابع الجاز الذي تقدمونه، ما الذي يضيفه للموسيقى الجزائرية الأخرى وهل تأثر سلبا عليها؟ = لا بالعكس، موسيقى الجاز هي مزيج بين التراث والأصالة والموسيقى الجديدة، ومن خلال هذا المزج نحافظ على تراثنا الموسيقى ونقدمه للجيل الجديد الذي قد لا تروقه الموسيقى التراثية كالمالوف، لهذا أنا أرى أن موسيقى الجاز تخدم التراث الفني أكثر مما تأثر عليه سلباً، والتاريخ الفني العريق لهذه الموسيقى خير دليل على كلامي. المهم أن يكون هناك تنسيق بين النوتة الموسيقية القديمة والحديثة، لهذا أعتبر أن الدراسة هي أهم من الاحتراف في عالم الموسيقى، وهذا ما تحاول أن تقدمه سينوج لجمهور الموسيقى بمختلف أنواعها. على أي الآلات الموسيقية تعتمدون في موسيقاكم؟ أغلبها آلات قديمة، الغيتار، الفيولونت، الدربوكة، البيانو.. الأهم في الموسيقى هو التأليف والمزج بين نوتة وأخرى، وليس الآلات المستعملة فقط. كيف تقبلكم الجمهور، وهل وجدوا صعوبة في التعامل معكم موسيقيا؟ هناك دائما مرّة أولى لكل شيء، في البداية كان من الصعب كسب ود عدد كبير من الجماهير التي تحاول أن تستمع إلى الموسيقى على طبيعتها دون مزج، فالمالوف هو المالوف والموسيقى الأندلسية هي ذاتها والڤناوى هو نفسه، لا يريدون أن يمسه أي تغيير، لكن مع مرور الوقت ومع الحفلات التي قدمناها والمهرجانات لما استطعنا أن نكون هنا اليوم. ما هو رصيدكم الفني في الساحة المحلية؟ لدينا ألبومان، واحد خاص بالفرقة وهو عبارة عن مقطوعات موسيقية في الجاز تراوحت بين عدّة طبوع فنية محلية ممزوجة بموسيقى غربية، واشتغلنا منذ فترة في ألبوم الفنان سمير فرڤاني بدعم من وزارة الثقافة وهي مشكورة على ذلك. الألبوم الأول موجود في الساحة أما الثاني فلم يوزع كون الأعمال الفنية المدعمة من قبل الوزارة ليست للبيع، لكننا سنحاول بعد التشاور معهم إعادة طبع العمل وإنتاجه حتى يوزع ولا يبقى حبيس الأروقة، فهو عمل يستحق المتابعة والاهتمام.