هوى حزب "العدالة والتنمية" لرئيسه عبد الله جاب الله، إلى الأرض، بنتائج كانت محبطة ومخيبة للآمال التي بناها الزعيم والتي اعتقد فيها أنه سيكتسح الساحة بأصوات يتحالف بها مع الأفالان، ولم يجد من عزاء للسقطة الموجعة التي تعرض لها في عز زهوه إلا تحميل المسؤولية للإدارة ومعها ضعف الرقابة على مستوى مراكز الاقتراع. لم يستطع حزب العدالة والتنمية، بعد حملة انتخابية غلبت عليها الثقة الزائدة والتفاؤل بتحقيق نتائج أكثر من مرضية من حصد أزيد من سبعة مقاعد، أحدها فازت به امرأة وضعته على مستوى الواقع وأظهرت له حجم الأوهام التي رافقته طوال فترة ترشحه، بل وإن نتائج العاصمة وحدها كفيلة بتحطيم أحلامه السياسية بعد أن توقع أن يترك بصمته في أحياء العاصمة. قال رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب، أمس، أن القضايا "التي كنا قد حذرنا منها حصل معظمها، والموضوع الأساسي هو الرقابة على صناديق الاقتراع، حيث يحدد القانون ذلك بخمسة أفراد وبالتوافق بين الأحزاب، موضحا أن معظم الولايات يتنافس فيها عشرات الأحزاب ولا يمكن أن يكون لكل الأحزاب حتى الصغيرة مراقبون على الانتخابات، لذلك تم اختيارهم بالقرعة، معتبرا أن ذلك لم يكن منصفا مع الأحزاب الكبيرة". وأضاف أن الكثير من المكاتب لم يكن فيها مراقبون إلا من الإدارة التي "عودتنا خلال العقود الماضية بالتزوير"، معتبرا إنه لا ضمانة لأن تكون الإدارة نزيهة في مراقبة الانتخابات على حد قوله. وأشار جاب الله إلى أن هناك تجاوزات تمت معالجتها، حيث أن العديد من الناخبين من أنصار جبهة العدالة والتنمية لم يكونوا مسجلين في سجلات الناخبين، وتم تدارك ذلك في بعض الأماكن، فيما صعب ذلك في أماكن أخرى، كما أن بعض مراكز التصويت لم تكن فيها أوراق التصويت لجبهة العدالة والتنمية، لكن تمت معالجة الأمر بعد المتابعة، مضيفا أنه في بعض الأماكن كانت أوراق التصويت للجبهة مبللة وغير صالحة للاستخدام وتم تدارك ذلك. ورأى جاب الله الذي تحدث لقناة العالم الإخبارية أن التواصل مع الشعب والاستطلاعات التي تمت من قبل بعض الجهات والمعطيات التي بحوزة الجبهة تدل على أنها مرشحة للفوز بأغلبية نسبية، مشيرا إلى أن كثرة القوائم جعلت المنافسة محتدمة في الانتخابات. وكان رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله قد رأى أن هناك تجاوزات وخروقات حصلت في الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس، مؤكدا أن جبهته ستفوز بأغلبية نسبية إذا ما تم فرز الأصوات بنزاهة. للإشارة سجلت نتائج هذه الانتخابات فرقا شاسعا لجاب الله الذي كان قد حقق في حزبه القديم "جبهة الإصلاح" في تشريعات عام 2007، 43 مقعدا.