عرفت عملية استيراد بذور البطاطا ارتفاعا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، حسبما أكده مسؤولو القطاع الفلاحي خلال الصالون الدولي الرابع للبطاطا “بطاطس 2012” المنظم بمستغانم. وقد سجل ارتفاع في استيراد هذه البذور منذ موسم 2008-2009، حيث قدرت كميتها بأكثر من 90 ألف طن لتتجاوز 100 ألف طن خلال موسم 2009-2010 وقرابة 113 ألف طن في الموسم الماضي، وأكثر من 130 ألف طن في موسم 2011-2012. وذكر مسؤول مديرية المصالح الفلاحية أنه يتم استيراد 80 بالمائة من كمية البذور عبر ميناء مستغانم، فيما يتوزع الباقي على موانئ وهران وتنس والجزائر العاصمة. ويعد صنف بذور “سبونتا” الأكثر طلبا في السوق الوطنية، نظرا لإنتاجها الوفير وتضمن غطاء نباتيا جيدا ومكثفا بالرغم من أنها حساسة لمرض “الميلديو” الذي يصيب محصول البطاطس، كما أشار إطارات من المعهد الوطني لحماية النباتات المشارك في هذه التظاهرة. وذكروا أن هناك أصنافا أخرى من البذور أكثر إنتاجا ومقاومة لبعض الأمراض الطفيلية، من بينها “كوندور” و”بارتينا” و“فابيلا”، غير أن غالبية الفلاحين يفضلون “سبونتا” التي يكثر عليها الطلب من قبل المستهلك. للإشارة فإن المعهد الوطني لحماية النباتات الذي يقوم بالتحليلات اللازمة للبذور المستوردة يضم حاليا خمسة مخابر وطنية بالطارف والجزائر ومستغانمووهران وغرادية، إلى جانب 13 مخبرا جهويا. ومن جهة أخرى، تعمل عدد من المخابر الوطنية والتابعة للخواص على إنتاج بذور البطاطا ما قبل القاعدية “جيل صفر” و”جيل 1”، من بينها شركة تطوير الفلاحة “ساڤروداف” المتواجدة ببلدية قلال في سطيف، والتي استطاعت إنتاج كميات معتبرة من البذور من صنفي “سبونتا” و”ديزيري” ما قبل القاعدية “جيل صفر”، ليتم غرسها بالحقول والبيوت البلاستيكية لإنتاج بذور من صنف “جيل 1”. وبعد هذه المرحلة يتم غرس هذا الصنف وتكثيفه على مستوى المزارع النموذجية لإنتاج بذور من قسم “ب“ لتسوق فيما بعد للفلاحين، حسبما استفيد من جناح هذه الشركة التابعة للقطاع الخاص. وتنظم هذه التظاهرة من طرف وكالة “أش أم للاتصال” والمجلة المتخصصة “ڤرين الجيري”، بالتنسيق مع الغرفة الوطنية للفلاحة والديوان الوطني لما بين المهن للخضر والفواكه وولاية مستغانم بمشاركة زهاء 130 متعاملا من داخل وخارج الوطن من هيئات ومنتجين للبطاطا وبذورها ومتخصصين في العتاد الفلاحي.