فرحات مهني.. اسم على غير مسمى، فهو لا "هنى" نفسه، ولا "هنى" البلاد، أو بمعنى آخر، لم يرحم نفسه ولم يرحم البلاد، بالبلاء الذي يحاول أن يجلبه إليها من الخارج. مهني ذهب في زيارة إلى إسرائيل هذه الأيام "لتباحث الوضع في الجزائر". فماذا عساه يكون الوضع في الجزائر، التي انتصرت في التحدي الانتخابي الأخير، حيث صفع أمثال مهني من الإسلاميين الذين كانوا يراهنون على قيام القيامة بالجزائر؟ فهذا ينتظر أن تنصبه قطر رئيسا في الجزائر، وآخر يعول على السعودية لدعمه ماليا وانتخابيا، ومهني، الذي لم يجن شيئا من زياراته للمغرب الشقيق أين ذهب يستعين بالمخزن ليدعم حركته الانفصالية بمنطقة القبائل، تشفيا في مساندة الجزائر لمساعي الصحراء الغربية في تحقيق الاستقلال من الاحتلال المغربي. ها هو اليوم يزور إسرائيل ل "تباحث الوضع في الجزائر"، ظاهريا وباطنيا ليقدم الولاء للدولة العنصرية المتطرفة ويكون ورقة في يدها لضرب استقرار بلادنا داخليا، فالرجل مستعد للتحالف مع الشيطان وليس فقط مع إسرائيل لضرب استقرار الجزائر وليس تباحث أوضاعها، والهدف من هذه الزيارة العار ليس ضمان دعم إسرائيل وإنما ضمان دعم أمريكا، لأن الذي يريد أن يجلب تعاطف أمريكا معه يمر دائما عبر تل أبيب، لكن فعلها قبله الكثيرون وفشلوا. ما لا يعرفه فرحات مهني، أنه بهذا التصرف المشين قطع الغصن الذي يقف عليه، فمنطقة القبائل جزء لا يتجزأ من الجزائر، والقبائل الأحرار لن يغفروا للرجل هذه الزيارة الفضيحة، التي قضى بها نهائيا على حلم إيجاد دعم له في منطقة القبائل، خاصة وأنه كان كلما حل بالمنطقة قابله شبابها رشقا بالحجارة وبالشتائم، فهم يعرفون أنه لا يريد مصلحة القبائل بقدر ما هو ورقة في يد فرنسا والمغرب لضرب استقرار البلاد. لازلت أتذكر أيام الفرحة الكروية في الجزائر، عندما اتصل مهني بالزميل بن يونس، مدير صحيفة "لاديباش دوكابيليه" وقال له: "كيف هو موقف منطقة القبائل من القضية؟" فرد الزميل: "المنطقة كلها تلتحف العلم الوطني، لأنها جزء لا يتجزأ من الجزائر"، فأقفل هذا المهني السماعة غاضبا. واليوم وبعد هذه الزيارة المخزية، لن يستقبله سكان القبائل بالحجارة فقط، وإنما سيسلخون جلده لو هو وقع بين أيديهم. الأوضاع في الجزائر، ونتيجة الانتخابات خاصة، شهد لها الجميع بأنها سابقة في البلاد العربية، ولن تؤثر هكذا زيارة عليها، لأن مصلحة الجميع مع جزائر مستقرة، وحلم مهني باستقلال المنطقة سيتحول حتما إلى كابوس..