كان جمهور قاعة ابن زيدون بالعاصمة، ليلة أول أمس، مع الليلة العاشرة من ليالي المهرجان الثقافي الأوروبي الذي أحيته فرقة يوهانا يوهولا، حيث استمتع الحضور بسهرة مميزة خصصت لفانتزيا التونغو التي جمعت بين الألحان والمتعة، ونقلت تقاليد الثقافة الموسيقية الفنلندية إلى الجزائريين. الثلاثي الفنلندي الذي دخل القاعة بتلقائية وجرأة، فتح المجال للتجاوب السريع مع الجمهور الذي صفق طويلا للمقاطع الموسيقية المتنوعة التي قدمتها الفرقة، وصنعت منها آلاتي الڤيتار الالكتروني والأكورديون مزيجا فنيا جمع بين القصص الشعبية الفنلندية والأنواع الموسيقية العصرية والمستوحاة من الرصيد الفني للألحان الفلندية، فكان “الهيب هوب” حاضرا ليسرد حكاية عشاق الموسيقى والرقص العالميين. ولأن ليالي الصيف الطويلة تفتح المجال للأحلام والسهر الراقص على وقع الألحان الصاخبة، عزف الثلاثي مقطوعة “رقصة الصيف” التي اعتبرها العازفون استمرارا لشروق الشمس التي لا تغيب في فنلندا، لأن نهارها مثل ليلها مفعم بالحيوية والنشاط الدائم. كما حاول أعضاء الفرقة تقريب بعض الأماكن الفلندية الشهيرة من الجمهور الجزائري، على غرار تلك المعروفة بالعزف والرقص في الشارع، مثل المقطع الثالث المعنون ب”بايا ماكي”، وهو مكان قريب من أكاديمية الموسيقى يجمع هواة الرقص التقليدي.السهرة الفنية سمحت للحضور بالاستمتاع بمقاطع فنية مختلفة الطبقات صنع منها الثلاثي الفنلندي تناغما موسيقيا مميزا، عكسه تفاعل الجمهور مع الوصلات المقدمة منها معزوفة “الأصدقاء السعداء” الموجهة للاسترخاء والراحة بعد يوم شاق من التعب، ووجهت الفرقة من خلالها حفلها في الجزائر تحية خاصة للفنان الأرجنتيني كارلوس كاردان، واختتمت السهرة بوصلة “النية الحسنة” مصحوبة بأغنية إيقاعية أرقصت جمهور قاعة ابن زيدون..