وقعت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وجماعة أنصار الدين بروتوكول اتفاق بينهما، يعلنان فيه حلهما وتوحدهما تحت راية واحدة وإقامة دولة إسلامية شمال مالي، بإنشاء المجلس الانتقالي للدولة الإسلامية في أزواد، وتم التوصل إليه في اجتماع ضم الطرفين أول أمس، يعد تتويجا لأسابيع من المفاوضات بينهما وصفت بالشاقة نظرا لاختلاف أهداف التنظيمين ومنهجيهما. ينص بروتوكول الاتفاق، الذي تسلمت وكالة الأنباء الفرنسية نسخة منه يوم أمس، على أن "حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد يعلنان حلهما في أزواد بمنطقة شمال مالي، وإنشاء المجلس الانتقالي للدولة الإسلامية في أزواد"، كما تقول وثيقة البروتوكول "نحن جميعا نؤيد استقلال أزواد ونوافق جميعا على اعتبار الإسلام ديانة للكيان الناشئ والقرآن والسنة النبوية هما مصدر التشريع". وانتهى الاتفاق بين حركة تحرير أزواد وجماعة أنصار الدين، بتنظيم احتفالات وإطلاق النار في مدينة غاو التي أجريت فيه المحادثات منذ أيام عدة وشهدت مدينة تمبكتو نفس الجو الاحتفالي حسب ما رواه سكان لوكالة الأنباء الفرنسية. وأفاد المكتب الإعلامي التابع للحركة الوطنية لتحرير أزواد، أن المجلس الانتقالي، لم يشكل بعد، موضحا في بيان إعلامي أذاعته هيئة "بي بي سي" أمس، أن الأمانة العامة في اللجنة التنفيذية للحركة تجري مشاورات مكثفة بشأن تشكيل المجلس الانتقالي الأزوادي في مدة قياسية نظرا لعدة عوامل داخلية وخارجية، حتمت أن يتم التوصل إلى اتفاق لم يصدر عنه بيان ختامي إلى حد الآن مع جماعة أنصار الدين، وتم تأجيل الإعلان عن المجلس إلى أن يتم التوقيع على الاتفاق ووصول عدة شخصيات أزوادية من الخارج. ومن جانبه أكد العقيد بونا أطيوب، أحد قادة حركة تحرير أزواد، أن الاتفاق قد وقع فعلا، قائلا "أصبحت جمهورية أزواد الإسلامية دولة مستقلة ذات سيادة". واعتبر الناطق باسم أنصار الدين في تمبكتو "ساندا لود بومانا" الاتفاق نصر إلاهي، بينما أوضح إبراهيم عسالي رئيس بلدية تالاتاي والعضو في الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن هذا الاتفاق، يجعل حركة أنصار الدين تنأى بنفسها عن الإرهاب، لكنها ترفض في الوقت الحالي إعلان حرب على الإرهاب. ويأتي إبرام الاتفاق تزامنا مع اللقاءات التي يعقدها قياديو حركة أنصار الدين وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي منذ الخميس في تمبكتو للبحث في العلاقات المستقبلية بينهما، إذ لا يستبعد أن تكون الجماعة تدرس مع التنظيم اقتراح زعيمها عبد المالك دروكدال تسليمها إمارة شمال مالي للتفرغ لما أسماه الجهاد العالمي. وساندت حركة أنصار الدين التي يقودها زعيم تمرد الطوارق السابق إياد أغ غالي والقنصل المالي السابق بالسعودية، جهاديين من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وهيمن التنظيمان في الشمال على حساب الحركة الوطنية لتحرير أزواد، التي قامت بحركتي تمرد في سنتي 1990 و2000، ثم شنت منتصف جانفي هجوما على الجيش المالي اتسع نطاقه مع دخول أنصار الدين التي تدعو إلى فرض الشريعة في جميع أنحاء مالي.