كشفت مصادر “الفجر” أن الاشتباك المسلح الذي وقع بين جماعة أنصار الدين المتشددة وحركة تحرير إقليم الأزواد أسفر عن مصرع ثمانية مقاتلين جميعهم من الأزواد، في حين أحكم أتباع إياد أغ غالي مجددا سيطرتهم على منطقة كيدال التي تمكنوا من إسقاطها في أيديهم شهر مارس الفارط. وحسب مصادرنا فإن حركة الأزواد تكبدت خسائر كثيرة جراء دخولها في اشتباك مع أنصار الدين بقيادة إياد أغ غالي الذي كان يشغل منصب قنصل مالي في السعودية قبل أن ينخرط في صفوف حركة تحرير الازواد وينفصل عنها لتشكيل جماعة أنصار الدين التي تتلقى الدعم من أمراء ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي باعتبارها مجرد واجهة لها. للإشارة، اختتمت جماعة أنصار الدين وحركة تحرير الأزواد محاولة إعلان دولة إسلامية شمال مالي باشتباكات مسلحة وأعلنوا حربا بينهما بعدما كان الاختلاف يقتصر على إيديولوجية كل جماعة والتي عرقلت تحقيق الهدف الذي عملوا على تجسيده لمجابهة الخطر المشترك وأسفر عن إزالة أعلام حركة الازواد التي كانت ترفرف في مدينة كيدال. وحسب ما ذكر السكان لوسائل الإعلام فإن اشتباكات بين مقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد وآخرين من جماعة أنصار الدين جرت ليلة الخميس إلى الجمعة قرب كيدال شمال مالي. وهي المرة الأولى التي تقع فيها مواجهات مباشرة بين المجموعتين في هذه المنطقة الشمالية التي تسيطر عليها منذ أكثر من شهرين الحركة الوطنية لتحرير أزواد وخصوصا جماعة أنصار الدين وحليفها تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي“. وقال موظف في المدينة إن “مقاتلي حركة تحرير أزواد وأنصار الدين توجهوا ليلة الخميس والجمعة إلى محيط كيدال” ، مضيفا أن “إطلاق النار كان كثيفا بين الطرفين كما شوهدت سيارات عدة تعبر المدينة مشيرا إلى إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة. وأوضح المتحدث أن “الهدوء عاد عند الفجر واستأنفت صباحا خدمة الهاتف الجوال في المدينة بعد أن قطعت ليلا “. وأكد مدني آخر يقيم في المدينة أن “إطلاق النار كان كثيفا وكانت جماعة أنصار الدين في شمال كيدال ومجموعة من الحركة الوطنية لتحرير أزواد في الجنوب”. يذكر أن متمردي الطوارق والحركة الوطنية لتحرير أزواد والجماعات الإسلامية سيطروا على شمال مالي منذ شهرين عقب قيام العسكريين بانقلاب أطاح بنظام أمادو توماني توريه في 22 مارس الماضي.