تحدّت المجتمع والأعراف، واخترقت بخطى واسعة العالم الذي ظل حكرا على الرجال لفترة طويلة، وبكل عزيمة درست تخصص ميكانيك وكهرباء السيارات بأحد مراكز التكوين المهني بالعاصمة.. لتبدأ مشوارها في الميكانيك. ورغم مواجهة نوال فاسي، صاحبة ال26 ربيعا، للعديد من الضغوطات من المجتمع الذي يعارض مثل هذا التخصص لطبيعة العمل التي تتعارض وأنوثة المرأة - حسبهم - إلا أنها لم تتردد كثيرا في اختيار تخصصها، بعد أن أخفقت في اجتياز امتحان البكالوريا، وتوجهت بشكل سريع إلى مركز التكوين المهني، واختارت فرع الميكانيك الذي كانت تختاره فتيات قليلات جدا. نوال اختارت هذا التخصص من تلقاء نفسها ووفقا لرغبتها، وعادت إلى أسرتها حاملة مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد من العائلة، وعندما أخبرتهم بنيتها دراسة ميكانيك وكهرباء السيارات لم يحرك الأهل ساكنا، وأعربوا عن دهشتهم في الاختيار الذي يعد حكرا على فئة الذكور. وحسب نوال، فإن الأهل عارضوها بشكل مباشر، حيث حاولوا ثنيها عن هذا التوجه بالإشارة إلى صعوبة العمل في هذا المجال بالنسبة للأنثى ونظرة المجتمع، إلا أن هذا الاختيار كان نهائيا بالنسبة لنوال، الأمر الذي دفع الأهل إلى موافقتها ومجاراتها، وهو نفس موقف كل المحيطين بها. وأكدت الميكانيكية البارعة أنها واجهت صعوبات عدة، أبرزها رؤية الشبان الذين يدرسون معها نفس التخصص لإقدامها على هذه الخطوة كونها الوحيدة بين نحو خمسة وعشرين شابا، مؤكدة أن أكثر ما يزعجها تسابق الشبان للقيام بالعمل عنها في الورشات التدريبية، حتى لا تتعرض لصعوبات وكي لا تتسخ ملابسها.. ويفعلون ذلك وهم مستغربون من إقدامها على هذه الخطوة. ورغم ذلك فقد تحصلت على أعلى العلامات وحصلت على شهادة الكفاءة المهنية عن جدارة. ولجت عالم الشغل من ورشة خالها، الشخص الوحيد الذي شجعها على دراسة هذا التخصص من بين كل أفراد عائلتها، غير أنها في الكثير من الأحيان كانت تضطر لمجابهة الكلام الجارح من طرف الزبائن الذين يرفضون أن تصلح سياراتهم.. بدعوى أنها امرأة وقاصرة عن القيام بهذه الأعمال، كل ذلك جعلها تتألق في هذا المجال وتثبت للجميع جدارتها. وفي الوقت الحالي تسعى نوال للحصول على قرض في إطار دعم تشغيل الشباب كي تتمكن من فتح ورشتها الخاصة.