صرح وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أن أسعار النفط لا تزال منخفضة وأنها يجب أن تعود إلى معدلاتها السابقة في أقرب الآجال، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على تحقيق ارتفاع جديد لضمان أمن الجزائر اقتصاديا وحتى لا يتضرر دخل الجزائريين من هذا الانخفاض. قال يوسفي في تصريح صحفي، أمس، على هامش تدشينه معرض الرخام بالوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية إن العرض لا يزال أكثر من الطلب فيما يخص النفط ومشتقاته وهو ما يهدّد بأزمة حادة ستمس دول الأوبك، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة ارتفاع سعره مجدّدا مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة العرض بما يعادل 2 مليون برميل يوميا أدى إلى فائض في المنتوج، كما أن مخزونات البترول للدول المنتجة لم يتم تسويقها لحد الساعة وهو ما يؤدي حتما إلى انخفاض سعره لاسيما في ظل تواصل أزمة الأورو والمشاكل الاقتصادية والمالية التي تعصف بالقارة الأوروبية بصفة خاصة والعالم بصفة عامة. واعتبر وزير الطاقة والمناجم أن الحل الوحيد الذي وجدته الجزائر أمامها هو اللجوء إلى الأسواق الآسيوية لتسويق مخزون النفط، مشدّدا في هذا السياق أنه تم إبرام عدد من الصفقات سيتم إعلانها لاحقا مع دول آسيوية وهو ما يبشر الجزائريين بأسواق جديدة لتوزيع الغاز والبترول في حين يرتقب قريبا الشروع في إبرام صفقات تنقيب جديدة مع دول أخرى، وأضاف يوسفي أن مخزون النفط لا يزال مكدّسا على مستوى دول الأوبك في حين قال إن عددا كبيرا من الدول قامت بتقليص طلبياتها من البترول والغاز على غرار البرازيل، الهند والصين، وهو ما يجعل ارتفاع الأسعار مجدّدا خلال المرحلة القادمة ضرورة أكثر من ملحة للحفاظ على استقرار اقتصاد الجزائر واقتصاديات بقية الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك. وفي سياق آخر، أعلن يوسفي عن تدشين مصنع للرخام بأرزيو في حين باشر هذا الأخير عملية التصدير، وهو ما جعل الحكومة تخطط إلى وقف واردات الرخام خلال السنوات القادمة وتحديدا في ظرف 4 سنوات حيث بلغت في الوقت الراهن نسبة تغطية احتياجات السوق الوطنية 30 بالمائة. وقال الوزير إن الجزائر تمتلك إمكانيات هامة لتزويد السوق العالمية بالرخام، مشيرا إلى أن الإنتاج الجزائري للمعادن مطلوب جدا بعدد كبير من الدول والعواصم في مقدّمتها واشنطن على غرار الألماس والذهب وكذا الرخام الذي يتميز بنوعية عالية الجودة.