كشفت مصادر سودانية مطلعة عن وجود حوارات تجريها الحكومة السودانية مع بعض أطراف المعارضة في الداخل في محاولة لاحتواء الانتفاضة التي بدأت قبل أسبوعين. ونقلت صحيفة ”الشرق الأوسط” اللندنية، امس، عن المصادر التي فضلت حجب اسمها القول إن الخرطوم بدأت الاتصال مع أطراف في المعارضة بغية احتواء الانتفاضة الشعبية التي بدأها الطلاب والشباب في الجامعات والمعاهد، ومن ثم انتقلت إلى الأحياء السكنية، وتوجت يوم الجمعة الماضي فيما عرف بجمعة ”لحس الكوع”. من جانبه، قال رئيس الجبهة الوطنية العريضة المعارضة علي محمود حسنين للصحيفة إن على قوى المعارضة والشعب السوداني تفادي الحوار والصفقات الثنائية مع نظام عمر البشير، وكشف عن وجود إشارات واضحة بأن النظام يجري حوارات مع فصائل في المعارضة. وأضاف: ”يجب أن تنتهي الانتفاضة إلى مراميها بإسقاط النظام وحل جميع مؤسساته ومحاكمة رموزه، وأي اتجاه لكسر الصفوف بالدخول في حوارات وصفقات من البعض نحذر منه”. وقال حسنين إن المؤتمر الوطني الحاكم ليس لديه مانع من تقديم تنازلات لفصائل في المعارضة من أجل كسبها لإجهاض الثورة، وأضاف أن التنازلات يمكن أن تصل إلى درجة أن يوافق النظام على تشكيل حكومة انتقالية اسمًا وليس فعلا ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية المرتبط بالدولة في وقت سابق، يوم الاحد، عن نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية قوله إن هناك ”محاولات تقوم بها دوائر صهيونية داخل الولاياتالمتحدة وغيرها لاستغلال القرارات الاقتصادية الأخيرة بالداخل لإحداث عدم الاستقرار الأمني والسياسي في السودان”. وقال نافع إن الحكومة ”تمتلك” الأدلة على وجود التنسيق التام للجماعات المتمردة في دارفور وساسة في جنوب السودان ودوائر ”صهيونية” في الولاياتالمتحدة لتخريب السودان. ولم يقدم نافع الأدلة التي تحدث عنها. ونادرا ما تجتذب المظاهرات اكثر من بضع مئات في أي وقت لكنها تزيد من الضغط على حكومة البشير التي تحاول بالفعل احتواء الازمة الاقتصادية وحالات التمرد المسلحة المتعددة.