تعقيبا على المقال الذي كتبته، أمس، بعنوان "قُتل عمر أم مات؟" والذي أثرت فيه فرضية تصفية اللواء عمر سليمان الذي أعلن عن وفاته قبل يومين في أمريكا.. يواصل القارئ عماد سالم درويش من فرنسا، إثارة القضية في تعليق على مقالي هذا نصه: "السيناريو؛ شبيه إذن بقصة السيد عرفات، الذي توفي في مستشفى فرنسي، ولكن مختبرا سويسريا حلل مؤخرا المواد العالقة في ثيابه بطلب من قرينته، وتوصل إلى الكشف عن مواد سامة. فإذا بالسم مادة يلوكها الإعلام، في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات في إسرائيل ودول الغرب بشأن السلاح الكيماوي الذي يملكه الجيش السوري. والذي يتوجب فعل ما يلزم لتحييده. والطريف في الأمر أن معارضين سوريين يقولون إنهم خائفون من هذا السلاح، فباعتقادهم أن نظام الحكم السوري لن يتردد في استخدامه ضد الناس في سوريا نفسها... بمعنى آخر لن يتردد في ارتكاب جريمة "حلبجة" مثله مثل "صدام حسين". ولكن لماذا يقتلون عمر سليمان؟ من هم أعداء الرجل الذين يتضررون من الأٍسرار التي يملكها؟ هنا يتوجب التذكير ولعل الذكرى تنفع، بأنه أثناء الأزمة المصرية "أي الثورة" دعا عمر سليمان أطراف المعارضة إلى حوار، بصفته نائبا لرئيس الجمهورية، يومها لبّى الإخوان المسلمون كما هو معروف الدعوة، وشقوا بذلك وحدة "المعارضة" ضد نظام حكم السيد مبارك. وأعتقد أن السيد عمر سليمان قال بالمناسبة ما معناه، أن الإخوان المسلمين لا يستطيعون رفض الدعوة إلى الحوار وأنهم يعرفون لماذا. على ماذا يدل هذا؟ الرأي عندي أن الإخوان المسلمين تسلموا السلطة بواسطة ضغوط مارسها الأمريكيون. أي أن الإخوان عقدوا صفقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالطبع ليس مستبعدا أن يكون الأمراء السعوديون والخليجيون طرفا فيها. فهم رواد المتأسلمين الجدد، أو الإسلام الأمريكي. وبالتالي من المرجح في هذا السياق أن تكون تصفية بعض رموز النطام المصري البائد توجبت لكي تخلو الساحة المصرية إلا من الإخوان المسلمين. فأغلب الظن أن رجلا مثل عمر سليمان يعرف أمورا كثيرة عن الإخوان وعن تلك الصفقة. هذه المعرفة تتحول في بعض الظروف وفي بلاد العرب إلى سمّ قاتل لأصحابها الذين يأتيهم أجلهم في مستشفى في دولة غربية". باريس/ عماد سالم درويش