طالب، أمس، تجار النفق الأرضي العلوي بوسط مدينة قسنطينة الذي تعرض إلى حريق مهول أتى على عشرات المحلات والمربعات التجارية، مسببا خسائر بالملايير، بضرورة فتح تحقيق عاجل من قبل المصالح المختصة لمعرفة ملابسات هذا الحادث. أكد، أمس، التجار المتضررون، وأغلبهم شبان تجمهروا أمام مدخل النفق بالقرب من مقر مجلس قضاء قسنطينة، أنهم لن يسكتوا على ما حدث، خاصة أنهم لا يستبعدون فرضية الشرارة الكهربائية، موجهين أصابع الاتهام إلى مؤسسة سونلغاز التي يطالبونها بتعويضات مالية. ولم يخف بعض التجار الذين تحدثنا إليهم “أن الأمر فيه إنّ” وأن الحريق قد يكون مفتعلا للتخلص منهم نهائيا، خاصة أن الكثير منهم يرفض مقترح البلدية بتحويلهم إلى سوق خارج المدينة ومنحهم محلات هناك، على غرار ما حدث مع تجار النفق الأرضي السفلي المحاذي لدار الثقافة محمد العيد آل خليفة الذين تم تحويلهم، كما هو معلوم، إلى محلات في سوق مغطى بمنطقة البوليڤون. وقال بعضهم إن تأكد فعلا مصدر الحريق وكان شراراة كهربائية كما يدعي المسؤولون، فما على شركة سونلغاز إلا أن تتحمل المسؤولية وتقوم بتعويضنا ماليا، وإذ كان عكس ذلك فعلى الجهات الأمنية أن تحدد السبب من خلال فتح تحقيق شامل حول هذا الحادث الذي وقع عصر الجمعة الأخير في حدود الخامسة والنصف مساء، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام على اعتبار أن اغلبهم يفضل الراحة في هذا اليوم، وتكون فيه المحلات مغلقة. يذكر أن الجهات المختصة ببلدية قسنطينة والحماية المدنية على وجه الخصوص سبق لها أن أعدت تقارير عن خطورة ممارسة التجارة داخل الأنفاق الأرضية، خاصة بالنفق العلوي، أين يصعب على المواطنين المرور نظرا لغلق المنافذ من قبل التجار، إلى جانب حالة فوضى غير مسبوقة وتواجد أسلاك وتوصيلات كهربائية غير مدروسة تشكل أخطارا حقيقية.