استمرت، أمس ولليوم الثاني على التوالي معاناة سكان قسنطينة مع الكهرباء، حيث سجلنا انقطاعات في جل أحياء وشوارع وسط المدينة، ما خلق أجواء غليان وتذمر شديدين في أوساط المقيمين والموظفين على السواء. صنفت الانقطاعات التي تشهدها قسنطينة في خانة ”غير المسبوقة”، لأن أغلب المناطق التابعة لبلدية قسنطينة يفطر ويسحر مواطنوها على ضوء الشموع، ولم يجد السكان سوى مسلك الاحتجاجات وقطع الطرق للتعبير عن غضبهم وعدم إيجاد الحلول ليومين كاملين، وقد بدت قسنطينة ليلة أول أمس مغلقة لكثرة قطع الطرق وحرق العجلات المطاطية ووضع المتاريس، وبلغ الأمر حد الاعتداء أحيانا على أعوان سونلغاز ومصور صحفي تعرض للضرب وكسرت آلة تصويره، بعد أن اتهم أنه يعمل لفائدة الشرطة من قبل المحتجين بالقرب من ملعب الشهيد حملاوي، كما أن المعاناة طالت أيضا صحفيي مكتب ”الفجر” بقسنطينة، أين يسجل غياب الكهرباء ليومين شأنه شأن المقر التجاري لسونلغاز نفسه المحاذي لمقر الجريد في شارع زعبان ومقرات مؤسسات عمومية ومرافق هامة. ولم يخف مدير سونلغاز قسنطينة بالنيابة، السيد بن موهوب، أن الوضع صعب حتى على سونلغاز، على اعتبار أن عطبا هاما أصاب المركز الرئيسي الممون لمدينة قسنطينة كلها المتواجد بحي بومرزوق، وهو ما تسعى مصالح الشركة إلى تجاوزه، ما يستدعي استمرار انقطاع الكهرباء في مناطق وعودة التيار تدريجيا في مناطق أخرى، وهو ما حدث أمس في شارع بلوزداد، داعيا المواطنين إلى تفهم الوضع. وأوضح أن سبب العطب وراءه كثرة استهلاك الطاقة وارتفاع درجة الحرارة حيث أن كوابل الضغط المتوسط احترقت عن كاملها، وتجري عملية إصلاحها وتغييرها يوميا، كما طالب بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية خاصة في ساعات الذروة من الظهر إلى الزوال، ومن بداية السهرة إلى منتصف الليل. وأبدت أمس مديرية سونلغاز تفهمها للخسائر التي تكبدها العديد من التجار في أسواق وسط المدينة وغيرها وكذا زبائنها من المواطنين، داعية الجميع إلى التقدم من المديرية الجهوية بباب القنطرة لتقديم ملفات تضرر بغرض تعويضهم من طرف شركة التأمين التي تتعامل معها مؤسسة سونلغاز