المذكرات ستكون حاضرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب بالنسختين العربية والفرنسية تأكيداً لما انفردت به "الفجر"، في أعدادها السابقة، حول مذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد، التي منعت من الصدور في الطبعة الفارطة من معرض الجزائر الدولي للكتاب، لكونه استعرض فيها تصريحات خطيرة حول عدد من الشخصيات الهامة في الدولة على رأسهم الرئيس الراحل أحمد بن بلة واللواء المتقاعد خالد نزار، وبعد مضي سنة تقريبا عن رغبة الشاذلي في إصدار مذكراته والضغوطات الكبيرة التي مورست ضده، رضخ الرئيس السابق الشاذلي بن جديد أخيرا لرغبة هؤلاء وفضل إجراء تغيير جذري على مذكراته منذ حوالي شهرين حتى تكون جاهزة في الطبعة السابعة عشر لمعرض الجزائر الدولي للكتاب التي ستقام فعاليات بين 20 إلى 29 سبتمبر الداخل. أكدت مصادر مقربة من الرئيس بن جديد، أنّ هذا الأخير وافق على إعادة النظر في بعض ما جاء في مذكراته، مفضلا خيانة ذاكرته بحذف بعض المقاطع الهامة التي جاءت بها المذكرات في صيغتها الأولى حتى يسمح لها بالخروج إلى النور، خاصة وأن بن جديد اختبر الأطراف التي رفضت صدورها في بادئ الأمر، من خلال إصرارها على عدم خروج المذكرات في الطبعة السابقة من معرض الجزائر الدولي للكتاب على الرغم من أنها كانت جاهزة، حسب ما أكدته مصادرنا من داخل بيت الناشر إسماعيل أمزيان مدير منشورات"القصبة" التي ستشرف على طباعة العمل، الذي سيصدر في نسختيه العربية والفرنسية. وعلى الرغم من أن المذكرات في صيغتها الأولى لم تكن تحمل الكثير من الأمور التي تهم القارئ لأنها تناولت مسار الرجل الشخصي أكثر منه النضالي وعدم تطرقه فيها لقضايا هامة تخص بعض الأحداث الساخنة التي هزت المشهد السياسي والاجتماعي الوطني إلا أنها كانت ستكون بادرة جيدة لبن جديد للكشف عن بعض الأحداث التي تهم العديد من السياسيين والثوريين والباحثين، لكن وبعد التغيير شبه الجذري الذي طال المذكرات ستفقد هذه الأخيرة وزنها في الساحة الوطنية التي لازالت متعطشة لمصداقية رموزنا الوطنية سواء تعلق الأمر بمجاهدين أو برؤساء. وكان الخبر الذي بادرنا بنشره منذ سنة حول محتويات المذكرات أثار زوبعة كبيرة حول هذه القضية جعلت المذكرات خارج مجال التوزيع، حتى إشعار آخر قارب السنة، ولم يكن الأمر متوقفا عند هذا الحدّ فقط، بل أرغم الرئيس بن جديد على تغيير أهم ما جاء في هذه المذكرات، التي ستكون جاهزة الآن للطبع والتوزيع في معرض الجزائر الدولي للكتاب. يذكر أنّ المذكرات ستسلط الضوء على مسار ونضال الرجل إبّان حرب التحرير المباركة، وبعد ذلك وبخاصة ظروف توليه الحكم سنة 1979، مع العلم أنها ستأتي في حوالي 300 صفحة، وهو الجزء الأول منها فيما سيبقى الجزء الثاني رهين فترة أخرى ربما تكون أكثر صدقا من الجزء الأول الذي سيرى النور عما قريب، وهي الفترة التي سيكشف فيها بن جديد النقاب عن فترة التسعينيات التي عرفتها الجزائر وهي الفترة التي شهدت تخليه عن الحكم أواخر سنة 1991.