تستغل العائلات العباسية الأيام المتبقية من شهر رمضان في الإستمتاع بالسهرات والخرجات الليلية، حيث تقصد العديد منها ساحة الوئام التي تكتظ عن آخرها منذ الساعات الأولى للإفطار وحتى الساعات الأخيرة من الليل طيلة الشهر الفضيل. تعد ساحة الوئام المقصد المفضل للكثيرين نظرا لشساعة مساحتها واحتوائها على كافة الإمتيازات والخدمات التي توفر الراحة للناس، ومن ذلك الساحات المخصصة للعب الأطفال وألعاب التسلية، محلات بيع المثلجات بكل أنواعها، بالإضافة إلى الأمن الذي يعد المطلب الأساسي للعائلات، حيث يكثر أعوان الشرطة. ويفضل آخرون قضاء ساعات ممتعة رفقة أطفالهم بحديقة التسلية بحي بوعزة الغربي، هذه الأخيرة التي تشهد إقبالا منقطع النظير خلال هذا الشهر، حيث تتوافد عليها العائلات من مختلف أحياء المدينة وحتى البلديات المجاورة للإستمتاع بجو مليء بالبهجة والسرور، بعد يوم شاق من الصيام المصاحب بالحرارة الشديدة، إذ تقوم العائلات بإحضار ما لذ وطاب من حلويات السهرة كالشامية والزلابية مرفوقة بأباريق الشاي، القهوة والعصائر والجلوس لساعات في المساحات الخضراء، ومراقبة الأطفال الذين لا يتوانون عن تجريب كل الألعاب المتوفرة والإستمتاع بها. وغير بعيد عن وسط المدينة، وبالضبط بشارع المقطع تكتظ محلات بيع المثلجات المنتشرة على طول الشارع بالزوار الطالبين للإنتعاش، حيث تصل إلى ذروتها خلال ساعات مابعد الإفطار خاصة من قبل العدد الكبير للعائلات التي تلجأ إليها لأخذ قسط من الراحة والإنتعاش في رحلتها الخاصة بالبحث عن ملابس العيد لأطفالها. ومن جهة أخرى يفضل السواد الأعظم من شباب المدينة التوجه إلى بحيرة سيدي محمد بن علي هروبا من صخب المدينة والإكتظاظ بالساحات العمومية، والإستمتاع بالهدوء والهواء العليل بهذا المكان الطبيعي الساحر. كما يقصد الكثير منهم الخيمة الرمضانية التي تم نصبها بمحاذاة البحيرة من قبل أحد الخواص للإستمتاع بسهرة رمضانية تقليدية واصيلة يكون الشاي والشيشة محورها الأساسي، ناهيك عن مختلف الحلويات التقليدية، ليختتم هؤلاء سهرتهم بوجبة سحور حسب الطلب حيث تعرض الخيمة أطباق السفة المصنوعة من الكسكسي والزبيب المرافقة باللبن أوالشواء على الجمر والتي تجلب عددا كبيرا من الشبان.