“من حق الدولة محاسبة الاتحاديات ومراقبة المال العام" “نراهن على التكوين.. والنتائج ستكون حاضرة في البرازيل" عقدت وزارة الشباب والرياضة، أمس، ندوة صحفية بالمركز الوطني لتحضير النخبة غرمول بالعاصمة، تطرقت خلالها لتقييم المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بلندن. اعتبر الأمين العام للوزارة، كمال قمار، أن النتائج المحققة في دورة لندن لم تكن مشرفة بدليل الخروج المبكر لأغلب الرياضيين الجزائريين المشاركين، وفشلهم في الوصول إلى النهائيات، موضحا أن الميدالية الذهبية التي حققها العداء توفيق مخلوفي في سباق 1500 متر، تعتبر إنجازا كبيرا ويشرف الرياضة الجزائرية، لكنه لا يجب أن يكون غطاء من أجل حجب المشاركة الضعيفة لباقي الرياضيين، معتبرا أن مستوى الرياضيين الجزائريين حاليا بعيد عن المستوى العالمي، حيث عجز معظمهم في لندن عن منافسة أقرانهم، وغادروا المنافسات من أدوارها الأولى. وأضاف قمار قائلا “علينا الاعتراف بالحقيقة، لا زلنا بعيدين عن المستوى العالمي”. ويرى قمار أن الوزارة ستعطي حيزا إضافيا للتكوين الذي يعتبر السبيل الوحيد لإنقاذ الرياضة الجزائرية، وضمان مواهب مستقبلية، معتبرا أن القانون الجديد والذي من المنتظر أن يرى النور قريبا سيمثل حلا ناجعا لتراجع مستوى الرياضة الجزائرية. وشدد قمار على أن الإمكانات المادية لم تكن العائق الذي يقف وراء إخفاق الرياضيين الجزائريين المشاركين في الأولمبياد، مؤكدا أن الإمكانات المادية موجودة، ومتوفرة من أجل تحقيق النتائج، غير أن المستوى الفني للرياضيين لا يزال متواضعا، بدليل التأهل الصعب لمعظم الرياضيين الجزائريين إلى ألعاب لندن، حيث سجل الأغلبية حضورهم بالتأهل الأدنى، أو بنظام الحصص أو الدعوات. وكشف المتحدث أن وزارة الشباب والرياضة ستفتح تحقيقا من أجل معرفة الأسباب والأطراف المسؤولة على الإخفاق، حتى تستفيد من الأخطاء المرتكبة وتفادي تكرارها مستقبلا، مؤكدا أن تقييم وتحليل المشاركة أمر إجباري من أجل استخلاص الدروس، وإيجاد السبل الكفيلة لتحقيق مشاركات أفضل في دورة الألعاب الأولمبية القادمة بريو دي جانيرو البرازيلية. “غياب مراكز تحضيرية وراء تقهقر النتائج” اعترف قمار أن الجزائر تفتقر إلى بنية تحتية في المجال الرياضي، حيث تغيب المراكز والمنشآت الرياضية القادرة على ضمان التحضير اللازم لرياضيينا، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على نتائجهم، معتبرا أن ما توفره التربصات الخارجية لا يعد كافيا من أجل ضمان التحضير اللازم، خاصة وأن التربصات تكلف الخزينة الكثير كما أنها تقتصر على النخبة فقط، ولا توفر التحضير اللازم بالنظر إلى الإرهاق وكذا المشاكل التي تواجه الرياضيين في الخارج. وصرح قمار في هذا الخصوص بأنه “عندما نبني منشآت رياضية لتحضير النخبة ستتحسن النتائج”. “سنشيد منشآت رياضية عالمية خلال السنوات القادمة” كشف قمار أن الوزارة ماضية في استراتيجيها الهادفة إلى بناء منشآت رياضية من المستوى العالي من أجل دفع عجلة التنمية الرياضية على غرار المدرسة الوطنية للرياضات الأولمبية بسطيف والتي من المنتظر انطلاقها ديسمبر القادم، وكذا الملاعب الوطنية الستة والتي سيتم استلام أربع منها خلال السنتين القادمتين. “من حق الدولة محاسبة الاتحاديات ومراقبة المال العام” شدد قمار أن وزارة الشباب والرياضة تمثل الدولة، ولديها واجب مراقبة طريقة صرف الأموال التي تمنحها للاتحاديات، حيث تتم مراقبة المصاريف ومحاسبة أي اتحادية لا تستغل أموال الإعانات في مكانها الصحيح. واعتبر أن الوزارة ستتعامل بصرامة مع الاتحاديات في الفترة المقبلة، والتي ستعقد جمعياتها العامة، حيث سيتم تحليل ودراسة تقاريرها المالية والأدبية والوقوف على أي تجاوزات. وأوضح قمار أن العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاديات الوطنية يجب أن تأخذ أبعادا جديدة، معتبرا أنه لا يجب أن تقتصر بين الطرفين على الأموال والتمويل، حيث ستسعى الوزارة وبناء على التغييرات الجديدة التي قامت بها الاتحادات الدولية من أجل تحقيق شراكة فنية مع الاتحاديات. “ليس لدينا مشكل مع اللجنة الأولمبية وحنيفي” وفي رده على سؤال بخصوص التصريحات الأخيرة لرئيس اللجنة الأولمبية، الدكتور رشيد حنيفي، والتي اتهم فيها هذا الأخير الوزارة بالتقصير وحملها مسؤولية تواضع النتائج بلندن، أكد قمار أن وزارة الشباب والرياضة هيئة رسمية تمثل الدولة، ومهمتها ليست الرد على التصريحات، وتحترم عمل اللجنة الاولمبية، وليس لديها أي أشكال معها أو مع رئيسها حنيفي.