يطالب سكان بلدية الحجاج، التابعة إداريا لدائرة أولاد بن عبد القادر، بتحسين إطارهم المعيشي بهذه البلدية النائية التي تغيب بها معظم وسائل العيش الكريم رغم تخطي سكانها عتبة العشرة آلاف نسمة، حسب آخر إحصاء بالولاية. وحسب سكان هذه البلدية الواقعة في أقصى جنوب الولاية، فإن الكثير من مظاهر الفقر والعوز لاتزال تطبع هذه البلدية الجبلية الفقيرة، والتي لا يزال سكانها يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي في معيشتهم على بساطة إمكانيتهم وفي عزلتهم الجغرافية التي جعلتهم معزولين تقريبا عن العالم الخارجي، حيث تغيب وسائل المواصلات بين هذه البلدية التي تعد الأفقر على المستوى المحلي والوطني وبين الدائرة التي تبعد عنها بأكثر من 15 كليومتر. كما أن الكثير من سكان البلدية يعتمدون على وسائل النقل الخاصة التي تكلفهم كثيرا في ظل انعدام وسائل النقل، حيث يحجم مستعملو وسائل النقل عن التوجه إلى هذه البلدية لعدم مردودية المسار المؤدي إليها وعدم وجود ما يستوجب الذهاب إلى أبعد نقطة بالبلدية. .. والبلدية تستفيد من 4 محلات فقط من برنامج الرئيس وبالنظر إلى الطابع الريفي والنائي للبلدية فإنها تفتقر إلى الكثير من النشاطات الاقتصادية والتجارية، والتي أضحت اليوم تعد على أصابع اليد الواحدة نتيجة لغياب أي مردودية اقتصادية أو تجارية، حيث من ضمن برنامج رئيس الجمهورية القاضي بإنجاز 100 محل بكل بلدية لم تستفد بلدية الحجاج إلا من 4 محلات فقط، والتي لاتزال مغلقة لحد اليوم لعدم مبادرة أصحابها لفتحها لغياب المردود التجاري. كما أن بقية المحلات لم تنجز بعد نتيجة لغياب العقار الضروري من جهة، وكذا نتيجة لعزوف الشباب عن إيداع ملفاتهم للاستفادة من محلات الرئيس. وحسب رئيس المجلس الشعبي البلدي، فإن البلدية تتوفر على 10 محلات تجارية أخرى خارج هذا البرنامج لاتزال مغلقة لحد الساعة لم يتقدم أي أحد لاستئجارها لتخوفهم من انعدام المردود الاقتصادي والتجاري بها، وهو ما يكبد خزينة البلدية خسائر معتبرة سنويا. ورغم برامج التنمية المخصصة للبلدية، إلا أن ذلك لم يجد في إخراج هذه البلدية من تخلفها مقارنة ببلديات الولاية، بالنظر إلى قلة إمكانياتها الطبيعة وعدم وجود مداخيل مستقرة بالبلدية. وتشكو المنطقة من أزمة مياه خانقة حيث رغم الطابع ألفلاحي للمنطقة، إلا أنها لا تتوفر على حاجز مائي يمكنها من تغطية الجانب الفلاحي بالمنطقة، كما أن غالبية السكان يعانون أزمة مياه حادة. وأكبر ما يشتكي منه سكان البلدية التي عانت ويلات الإرهاب خلال العشرية السوداء، هو نقص الإعانات الممنوحة في إطار السكن الريفي، خاصة بالنسبة لسكان مركز البلدية الذين أضحوا ممنوعون من الاستفادة من هذا النوع من الإعانات بسبب تصنيفها ضمن محيط حضري، رغم أن البلدية بأكملها منطقة ريفية وفلاحية بامتياز. للعلم استفادت البلدية من حصص معتبرة من سكنات ريفية تقارب 800 وحدة و آخرها 80 وحدة، والتي وقع إشكال في إقامتها بالنسبة لبعض سكان البلدية المقيمين بمركز البلدية، والذين منعوا من البناء فوق أراضيهم بحجة أن المنطقة حضرية ولا يحق لهم بالتالي البناء فوق منطقة حضرية وحتى شبه حضرية سكن ممنوح في إطار السكن الريفي. وينتظر سكان هذه البلدية اهتماما من قبل السلطات المحلية لضمان استقرار سكان هذه المناطق النائية والريفية.