السؤال: زوجتي تخرج دائما لزيارة قبر ولدنا الوحيد وتجلس لفترات طويلة هناك لتقرأ القرآن على روحه، فما حكم الدين في ذلك؟ تجوز قراءة القرآن الكريم على المتوفى، لأن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فقراءة القرآن على الإنسان بعد وفاته سواء كان ذلك في منزله أو في المسجد أو بعد صلاة الجنازة أو قبلها، أو عند القبر أو غيره، كل ذلك جائز شرعا، وهي بفضل الله تهوّن على الميت في قبره كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حثنا صلوات الله وسلامه على قراءة القرآن للميت، فقد روي عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اقرأوا على موتاكم سورة يس”، رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان، وعن أبي الدرداء وأبي ذر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من ميت يموت فيقرأ عنده يس إلا هوّن الله عليه”، ولا بد في قراءة القرآن من التأدب بآداب التلاوة وعدم الإخلال بالحروف والامتثال لأمر الله تعالى في قوله تعالى: “ورَتلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً”. ومما لا شك فيه أن القرآن نور، وأن قراءته سبب في إنزال الرحمات وسبب في التجليات الإلهية بالمغفرة على فقيدهم، وينبغي لقارئ القرآن أن يقول قبل قراءته أو بعد القراءة: “اللّهم اجعل ثواب ما أقرأه وما قرأته لفلان”، وذلك ليصل ثواب القراءة إلى الميت. وبناء على ما سبق، فقراءة القرآن على الميت بعد وفاته جائزة شرعا في أي مكان، لأنها بفضل الله سبب في إنزال الرحمات على الأموات، لأن الميت ينتفع بسائر القربات ومنها قراءة القرآن الكريم، والله أعلم.