نعم المحتضر والميت ينتفع بقراءة القرآن اعتاد بعض الناس، خاصة في المجتمعات الريفية والشعبية القيام بعمل ما يسمى “خاتمة لقراءة القرآن الكريم”. ويقومون بهذا العمل بعد وفاة الميت بثلاثة أيام. فما حكم الشرع في هذا العمل؟ إن قراءة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه. فقراءة القرآن على الإنسان بعد وفاته، سواء في منزله أو في المسجد أو بعد صلاة الجنازة أو قبلها أو عند القبر، كل ذلك جائز شرعاً. وهي بفضل الله تهون على الميت في قبره كما أخبرنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقد حثنا صلوات الله وسلامه عليه على قراءة القرآن الكريم للميت بعد وفاته فقال في حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه: “اقرءوا “يس” على موتاكم”. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم ولابد في القراءة من التأدب بآداب التلاوة وعدم الإخلال بالحروف والامتثال لأمر الله تعالى في قوله تعالى: “ورتل القرآن ترتيلا” (المزمل آية 4). ومما له شك فيه أن القرآن الكريم نور وأن قراءته يتسبب في إنزال الرحمات وسبب في التجليات الإلهية بالمنفردة والرضا والرحمة. ولذلك يقرؤه أهل الميت على موتاهم راجين تنزيل الرحمات على فقيدهم. وينبغي لقارئ القرآن أن يقول قبل قراءته أو بعدها: “اللهم اجعل مثل ثواب ما أقرأه أو قرأته لفلان”، وذلك ليصل ثواب القراءة إلى الميت. والميت أو المحتضر ينتفع بسائر القربات ومنها قراءة القرآن بإذن الله تعالى. وندعو الله أن يغفر لجميع موتى المسلمين. والله تعالى أعلى وأعلم الشيخ محمد شارف