دعت الجزائر المعارضة السورية المسلحة والحكومة على حد سواء، إلى تقديم مزيد من التنازلات، معبرة عن رفضها المناطق الآمنة في سوريا، إذا كانت الغاية منها التدخل الأجنبي: ومن جهتها عبرت دمشق عن قبولها فتح باب الحوار بين المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والأطراف ”المسلحة وغير المسلحة”، بينما تراجعت مصر عن دعمها للطرح القطري الجديد. وفي رد فعل سريع على تصريحات سيف عبد الفتاح، المستشار السياسي للرئيس المصري محمد مرسي، حول دعم القاهرة للمقترح القطري الداعي إلى التدخل العسكري العربي في سوريا، نفى الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية في تصريحات صحفية الأمر، ووصفه بالشائعات التى لا صحة لها. وقال ”إن التدخل العربي العسكري بسوريا غير مطروح للنقاش أبداً وأن مصر موقفها ثابت ولن يتغير برفض أي تدخل عسكري فى القضية السورية”، في وقت صرح محمد مرسي إثر مشاركته في مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي أن بلاده لن يهدأ لها بال إلا بذهاب نظام بشار الأسد. وعبرت الجزائر عن موقفها هذا في تصريح أدلى به وزير الخارجية مراد مدلسي لقناة العربية، في وقت لم تسجل بعد الأزمة السورية أي بوادر للانفراج، في ظل انقسام المواقف بين الدول العربية وعدم انسجام المقترحات المطروحة على الساحة الدولية، والتي ساهمت في تعفن الوضع الأمني ميدانيا وإطالة حالة الانسداد، وهو وضع انعكس على الشعب السوري الذي يسجل سقوط العشرات من الضحايا والجرحى يوميا في المعارك التي يشنها الجيش النظامي ضد القوات المعارضة المشكلة من الجيش الحر والكثير من المقاتلين الأجانب والجماعات المسلحة. وجدد الوزير مراد مدلسي دعم الجزائر لمهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي إلى سوريا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، ولفت إلى أن الجزائر تدعم التزام الأممالمتحدة بمنع نشوب النزاعات عبر الجهود الدبلوماسية الدؤوبة. ومن جانبه، قال وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، إن بلاده لا تمانع في عقد اللقاءات التي يقوم بها مختار لماني رئيس مكتب مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا مع أي طرف سوري، سواء كان مسلحاً أو غير مسلح. وجاء هذا الموقف بعدما التقى المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك. ونقلت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) عن حيدر قوله بعد لقائه رئيس مكتب الإبراهيمي، إن زيارات لماني للأطراف السورية هي فقط لإيضاح الصورة أمامه، لأن الإبراهيمي وفريق عمله يريدون أن يشكلوا صورة واضحة للأزمة في سوريا. واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في حديث تلفزيوني، الولاياتالمتحدة بالتذرع بموضوع الأسلحة الكيماوية لشن حملة على بلاده مشابهة للحملة التي شنتها على العراق العام 2003. ميدانيا، قال ناشطون ومقيمون إن القوات الحكومية السورية قصفت الأحياء الشرقيةلدمشق أمس الإثنين واشتبكت مع مقاتلي المعارضة الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد قتلى الغارة التي شنتها طائرة حربية على بلدة في ريف إدلب شمال غربي سوريا ارتفع ليصل إلى 21 شخصا، وقدر عدد قتلى سوريا منذ بداية الأزمة في مارس المنصرم، بأكثر من 30 ألف شخص بينهم 7000 جندي وفرد من قوات الأمن.