تتبعت كعادتي حصة "الدين والحياة" التي تبثها قناة الجزيرة القطرية التي قاطعت حصصها الإخبارية منذ مدة... كان الضيف هو الشيخ يوسف القرضاوي أما الموضوع فخصص للركن الخامس من الإسلام وهو الحج.. ردد الشيخ ما قيل عن الحج منذ فجر الإسلام ولم يضف جديدا يذكر، إلا حين سأله محاوره عن رأيه في من يعيد الحج والعمرة وهنا تفتقت قريحة الدكتور يوسف القرضاوي ليقترح على جميع من يفكر في إعادة الحج أو العمرة بضرورة التفكير في إخوانه الذين يتعرضون للإبادة من طرف النظام السوري المتجبر المتسلط الطاغية وغيرها من الأوصاف التي أبدع فيها شيخ الإسلام الذي ينتهز الفرص للإفتاء تحت الطلب وربما للإفتاء تطوّعا ومزايدة.. ألا يمكن أن مثلا أن تقدم هذه الأموال المخصصة من طرف الميسورين لإعادة الحج والعمرة لإغاثة المسلمين في بقية أنحاء العالم والذين يتعرضون للإبادة والتصفية الجسدية والتطهير الديني والطائفي في مناطق مختلفة من عالمنا، ألا يمكن أن توجه إلى الجوعى والأيتام من المسلمين في إفريقيا وآسيا.. ألا يمكن تجميعها لإغاثة أبنائنا في غزة وحتى في الضفة والذين يحتاجون إلى كل ما يمكن أن يفك عنهم الخناق الذي تفرضه عليهم إسرائيل.. ألا يكفي النظام السوري "الجائر" "المستبد" تظافر جهود الغرب ودول الخليج من أجل إسقاطه حتى نطالب من يريدون ويرغبون في إعادة الحج والعمرة أن يسهموا في إسقاطه بأموالهم الموجهة إلى هذه الشعيرة الدينية... إن "الانحراف" الذي وصل إليه رجل الدين والعالم الكبير يوسف القرضاوي يجب أن يتوقف اليوم قبل الغد.. فتاريخ الرجل الحافل لا يشفع له بمواصلة تخريفه على الهواء وتضليله للناس.. وتقدمه في مجال التأليف والدعوة لا يشفعان له بممارسة (الإفتاء السياسي) ولا بإذكاء نار الفتنة أو اتباع الحاكم الجاهل الذي يغدق عليه بالمال.. فالموت أرحم لهذا العالم الذي كان جليلا... حتى لا تكثر أوزاره وذنوبه...