علمت “الفجر” من مصادر قيادية مؤسسة لحركة مجتمع السلم، أن عددا من القياديين ورفقاء المؤسس الراحل محفوظ نحناح، بدأوا يتحركون لسحب البساط من تحت رئيس الحركة، أبو جرة سلطاني. كما تعتزم ذات الجماعة مراسلة المرشد العام للإخوان، الدكتور محمد بديع، تحمل من خلالها سلطاني مسؤولية انشطار جماعة الإخوان بصفة خاصة وحركة حمس جناح التنظيم العالمي بالجزائر بصفة عامة. لاتزال حركة مجتمع السلم تعيش مخاضا داخليا منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية ل10 ماي الماضي، وإعلان الحركة عن عدم مشاركتها في الحكومة الجديدة وقبلها مغادرة التحالف الرئاسي الذي كان يجمعها بجبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وهي العوامل التي ساهمت في حدوث هزة داخلية بحمس، إثر خروج الوزير عمر غول وعدد من الإطارات الموالية له وتأسيسهم لحزب “تجمع أمل الجزائر”، حيث قرر هذه المرة، حسب مصادر “الفجر”، عدد كبير من رفقاء مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح، التحرك لسحب البساط من تحت أقدام رئيس الحركة أبو جرة سلطاني إثر المهازل التي سجلتها الحركة في المواعيد السياسية الأخيرة، كما شرع مؤسسو ثاني حزب إسلامي تعرفه الجزائر منذ الانفتاح السياسي الذي أقره دستور 1989 في التحرك باجتماعات تبحث مستقبل حركة محفوظ نحناح لما رأوا فيه من ابتعاد حمس بقيادة أبو جرة سلطاني عن مبادئها ورسالتها التي أوجدت لأجلها، حسب مصادر “الفجر”. ومن المشاركين في هذه المبادرة عبد الهادي سايح والسيناتور الأسبق عبد الحميد بن داود من ضمن مجموعة من الأسماء ابتعدت عن حركة مجتمع السلم منذ سنوات، ولم يعرف عنها التحاقها بأي تيارات سياسية أخرى، سواء تلك التي ولدت من رحم حمس، مثل “جبهة التغيير” بقيادة عبد المجيد مناصرة أو “تاج” بقيادة عمر غول، أو غيرها من الأحزاب السياسية التي لم تمت بصلة لحمس، كما تتضمن المبادرة أسماء قيادية حالية في حركة مجتمع السلم رفضت الكشف عن هويتها في الوقت الحالي حسب نفس المصادر. وينوي أصحاب المبادرة مراسلة المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، تحمّل المسؤولية لرئيس حمس أبو جرة سلطاني في تفرق الإخوان المسلمين بالجزائر بصفة عامة وحركة الراحل محفوظ نحناح بصفة خاصة، لاسيما وأن حمس كانت ولاتزال تعتبر نفسها فرع تنظيم الإخوان بالجزائر.